في هذا الفصل من الكتاب سنلقي نظرة على كل سورة من سور المصحف الشريف لنتعرف على:
- اسم السورة ثم الدليل من المصحف أن هذا هو إسم السورة.
- لمن أنزلت السورة ثم الدليل أيضاً من المصحف الشريف و في بعض الأحيان قد نأتي بأدلة إضافية من مكان آخر مثل أقوال السيد المسيح أو محمد عليهما الصلاة و السلام.
- من هو المخاطب في السورة من الأنبياء و الرسل.
- عن ماذا تدور السورة و ما هي مواضيعها الرئيسية.
سور المصحف
إن كل سورة من سور المصحف هي كتاب أو جزء من كتاب ونزلت على نبي أو أكثر وليس كما وصل إلينا عبر التراث الإسلامي أن المصحف هو كتاب اسمه قرآن ونزل كله على محمد ﷺ وأن المخاطب هو دائما النبي محمد .
نحن لا ننكر أن هذا المصحف الشريف الموجود بين أيدينا و الذي يبدأ بسورة الفاتحة و ينتهي بسورة الناس أوحي في آخر المطاف إلى محمد ﷺ
فعندما نقول أن المصحف أوحي لمحمد و كل جزء من أجزائه أوحي لرسل آخرين من قبل و كان محمد هو الوريث لهذه الكتب كما كان المسيح عليه السلام هو الوريث من قبله مثلاً :
سورة الأعراف هي الزبور الذي أنزل لداوود عليه السلام .
وسورة الشورى هي أم الكتاب و هي النور و أنزلت على محمد عليه السلام .
وسورة الحديد هي الإنجيل الذي نزل على المسيح عليه السلام.
وهكذا يشكل المصحف صحفا مطهرة فيها كتب قيمة تشكل حصيلة رسالات السماء إلى الأرض وفحوى هذه الرسالات عبر سلسلة طويلة من الأنبياء والزمن، و هذا معنى قوله سبحانه في سورة القصص: (56) وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ۚ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57)
في هذا الفصل سنحدد أين هي التوراة والإنجيل والزبور وكتاب الحكمة وكتاب البينات وكتاب السلطان المبين والقرآن الكريم والقرآن المبين وكتاب الكتاب وكتاب الذكر وغيرها كثير من كتب الله القيمة. سنذكر كل نبي والكتاب أو الكتب التي أوحيت اليه.
إن الله قد حفظ مجمل رسالاته في دفتي المصحف من أول كلمة نزلت على أول نبي إلى آخر حرف نزل على آخر نبي كاملا غير منقوص , إن الله لم يترك مهمة حفظ كتبه للبشر وإنما حفظها لنا لتكون نبراساً وهادياً في حياتنا القصيرة على الأرض .
أدلتنا ستكون من المصحف ومن داخل النص ووفق معيار (( الدين القيم )) الذي يفسر ذاته بذاته دون الحاجة الى الغوص في كتب التراث التي لاتعطي إلا إجابات متناقضة .
إن لكل سورة (كتاب) اسم أطلقه الله عليه سنحدد هذا الاسم وندل عليه .
إن لكل سورة (كتاب) منهاج خاص وبصمة خاصة لاتشبه أختها لأنها نزلت على نبي أو أكثر وعلى أمة أو أكثر .
إن متابعة المخاطب في السورة (الكتاب) هو ضرورة موضوعية لمعرفة المخاطب وشكل الخطاب وهدفه وفحواه وذلك لنمحو اللغط الحاصل في الفكر الاسلامي المتوارث.
نأمل أن نأخذ القارىء في رحلة ممتعة عبر كتب الله لنرى الرسالة الواحدة عبر الزمان والأشكال المتنوعة المختلفة لتلك الرسالات .
الفاتحة
رقمها (1) ونلاحظ أنها سبع آيات و نستعملها في كل صلاة ثم نضيف إليها ما تيسر من الصحف المطهرة في كل ركعة.
سورة البقرة
رقمها (2) اسمها نكال و هي لبني اسرائيل أعطيت للمسيح عليه السلام.
لأننا لو نظرنا إلى سورة البقرة والأنبياء والرسل المذكورين فيها لوجدناهم كالتالي:
موسى و عيسى ابن مريم ، سليمان ، إبراهيم ، إسماعيل ، إسحق ، يعقوب ، الأسباط ، داوود.
و المخاطب في سورة البقرة من سياق الخطاب نجد بأنه المسيح عليه السلام
البقرة نكال بدليل سوره البقرة قال تعالى: (64) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (66)
أي أن سورة البقرة هي نكال وما بعدها وهي سورة آل عمران هي موعظة للمتقين.
كلمة نكال معناها عبرة أو عقوبة أي أن الله أنزل سورة البقرة لتكون عبرة لبني إسرائيل.
قلنا بأن ما بعد سورة البقرة وهي سورة آل عمران هي موعظة للمتقين وهذا ما تؤكده سورة آل عمران قال تعالى:
(137) هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (138)
و سنأتي على ذلك عند الحديث عن سورة آل عمران.
إن لكل سورة في المصحف بصمة خاصة ولها موضوع محوري أو أساسي ومواضيع فرعية مشدودة لسياقات معينة ونجد فيها :
- المرسل: أو منزل الرسالة و هو الله سبحانه و تعالى ، فالله تعالى يقول بسوره البقره:(40) وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) الضمير في أنزلت عائد على الله.
- حامل الرسالة : هم الملائكة ، جبريل ، روح القدس بدليل سورة البقرة قال تعالى: (22) وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (23) نزلنا نحن أي الملائكة. قال تعالى في سوره البقره (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36) أي الملائكه. قال تعالى في سوره البقره (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (51) أي أن الملائكة واعدت موسى أربعين ليلة.
- – القوم المرسل اليهم الرسالة عن طريق نبي أو رسول: اذا عدنا الى سورة البقرة نجد بانها تبدأ بالاشارة الى كتاب المتقين البعيد قال تعالى: الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)اسم الاشارة ذلك يشير الى شئ بعيد زمانياً و مكانياً ، هناك قراءتان لهذه الآية:القراءة الاولى: اذا توقفنا عند كلمة فيه (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ , عندها اسم الاشارة يشير الى كتاب المتقين و الذي هو سورة لقمان و سنأتي على ذلك بشيء من التفصيل عند الحديث عن سورة لقمان .القراءة الثانية: اذا توقفنا عند كلمة لا ريب (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فتكون الاشارة الى الكتاب و تكون الجملة التي بعدها فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) هي صفة من صفات الكتاب و الاشارة هنا تكون الى سورة العنكبوت و سنأتي على ذلك بشيء من التوضيح في سورة العنكبوت حيث أن الكتاب شيء و كتاب المتقين شيء آخر.و لهذا السبب نجد علامة تعانق الوقف بحيث إذا وقفنا على أحد الموضعين لا يجوز الوقوف على الآخر لأنه يغير المعنى.إن سورة البقرة هي دعوة للناس جميعاً إلى عبادة الله و الإيمان بالكتاب ثم تأتي قصة استخلاف آدم في الأرض و تمضي القصة لتصف المعركة بين آدم و الشيطان و تنتهي بعد أن يتعلم آدم الدرس.قال تعالى في سوره البقره: قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)ثم يأتي بعد هذا السياق جولة واسعة و طويلة مع بني إسرائيل و موقفهم من موسى ثم داوود و سليمان و كيف أن فريقاً منهم رمى كتاب الله المنزل على داوود و سليمان وراء ظهورهم و تبين السورة أن ورثة إبراهيم هم الذين يمضون في سنته متمسكين بعهدهم و ميثاقهم مع ربهم و يذكرنا بدعاء إبراهيم لربه أن يبعث فيهم رسولا يعلمهم الكتاب و الحكمة و يزيكيهم و هو المسيح عليه السلام و في الختام تبين السورة التصور الايماني للرسل و الانبياء و الكتب كلها.
اذا سورة البقرة اسمها نكال و أوحيت للمسيح عليه السلام المخاطب فيها هو بني إسرائيل.
سورة آل عمران
رقمها (3) وهي بيان للناس و هدى و موعظة للمتقين أنزلت على المسيح عليه السلام.
سورة آل عمران هي بيان للناس و هي هدى وهي موعظة للمتقين بدليل قوله تعالى بسوره آل عمران:
(137) هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (138)
الله يشير الى سورة آل عمران باسم الإشارة هذا ويقول (( هذا بيان للناس و هدى و موعظة للمتقين ))
وهي آيات من الذكر الحكيم بدليل آل عمران قال تعالى: (57) ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)
و هي رضوان الله بدليل آل عمران قال تعالى: فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)
إذاً آل عمران هي:
بيان للناس و هدى و موعظة للمتقين و هي آيات من الذكر الحكيم و هي رضوان الله.
على من نزلت آل عمران؟
نجد الإجابة في سورة المائدة قال تعالى: وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46)
استنتجنا بأن آل عمران هي موعظة للمتقين والله يقول في سورة المائدة أن موعظة المتقين و التي هي آل عمران قد نزلت على عيسى إذاً آل عمران نزلت على عيسى عليه السلام.
هناك إشارات نستنتجها من سورة آل عمران و خصوصاً بعد أن علمنا أن المخاطب هو المسيح عليه السلام
- حين يقول تعالى في سوره ال عمران: (109) كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) فالمقصود هنا هو المسيح عليه السلام و من آمن معه و أمة الأنبياء الذين اصطفاهم الله و من آمن بهم و اتبع خطاهم و الذين اصطفاهم الله هم كما قال تعالى بسوره ال عمران: (32) ۞ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33).
- في سورة آل عمران يخبرنا الله عن ميثاق النبيين قال تعالى :(80) وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82). أي أن شروط ميثاق النبيين هي أن يصدق كل رسول على رسالة الرسول الذي قبله و يؤمن به و ينصره لذلك قال المسيح: “يبكت العالم على الخطيئه لأنهم لا يؤمنون بي” يوحنا الإصحاح السادس عشر (9) و أكد ذلك مرة ثانية في يوحنا الإصحاح الثالث (36) “الذي يؤمن بي له حياة أبدية و الذي لا يؤمن بي لن يرى حياة أبدية بل يمكث عليه غضب الله” أي أنه يقطع ما أمر الله به أن يوصل ، أي بدون أن يؤمنوا به و يقطعوا سلسلة الأنبياء و الكتب التي تكمل بعضها ، المسيح هنا كان يطبق ما جاء في آل عمران ويقرر ميثاق النبيين.
- آل عمران نزلت للمتقين بما فيهم محمد ﷺ ولقد أُخبر الله عيسى عن قدوم محمد قال تعالى بسوره ال عمران:
(143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144). إن الخطاب هنا موجه للمسيح عليه السلام و ليس لمحمد ﷺ و الله يخبر المسيح عن المستقبل. كما أن الله يخبر المسيح بأن الناس سوف تكذب محمداً و تقطع ما أمر الله به أن يوصل في ميثاق النبيين كما تم تكذيب الأنبياء الذين قبله قال تعالى بسوره ال عمران: (183) فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184) - في آل عمران نجد ميثاق الذين أوتوا الكتاب بدليل آل عمران قال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187). أي أن ميثاق الذين أوتوا الكتاب هو أن لا يكتموا هذا الميثاق و يبينوه للناس و لكن بعض أهل الكتاب لم يلتزموا بهذا الميثاق.
- في سورة آل عمران والتي هي موعظة للمتقين نجد أن المخاطب هو المسيح علية السلام و أنزل إليه: الكتاب – الحق مصدق لما بين يديه من – التوراة – الإنجيل – الفرقان. بدليل قوله تعالى بسوره ال عمران: (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ۗ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (4).
- في سورة آل عمران وردت كلمة قل 23 مرة: و الذي استجاب لكلمة قل هو المسيح عليه السلام و نجد ذلك في الكتاب المقدس و لقد قال المسيح بأن الذي سوف يأتي بعده و يرثه سيعيد ما سمعه حرفا بحرف و لا يتكلم من نفسه لذلك قال المسيح “كل ما يسمع يتكلم به” لذلك كرر محمد ما سمع من الوحي ، قال تعالى بسوره الاخلاص: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1). كرر ما سمع فقال قل هو الله احد.
لو نظرنا في كتاب يوحنا الإصحاح السادس عشر ( 12- 16 ) لوجدنا المسيح عليه السلام يعطينا ثمانية أمور يصف بها الرسول محمدﷺ
- يشهد لي.
- يرشدكم إلى جميع الحق ( أي إلى جميع كتب الأنبياء و الرسل ).
- لا يتكلم من نفسه.
- كل ما يسمع يتكلم به ( أي هو يكرر ما يسمع من الوحي )
- يخبركم بأمور آتية.
- يمجدني.
- يأخذ مما لي و يخبركم.
- كل ما لله هو لي.
لهذا قلت يأخذ مما لي و يخبركم ( مشيراً إلى كتب المصحف الشريف ).
قال المسيح عليه السلام ” أنا هو الطريق و الحق و الحياة ليس أحد يأتي إلى الله إلا بي” يوحنا الإصحاح الرابع عشر ( 6 )
و هذا تأكيد لما جاء في ميثاق النبيين ( 81 – 82 ) آل عمران و التي أوحيت للمسيح كما مر معنا.
كذلك هو تأكيد لما جاء في سورة البقرة قال تعالى: (26) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27). ثم أكده المسيح مرة ثانية فقال “لو لم أكن قد جئت و كلمتهم لم تكن لهم خطيئة و أما الآن فليس لهم عذر في خطيئتهم” يوحنا الإصحاح الخامس عشر ( 22 ) مؤكداً أن الذي يقطع ما بين يحيى عليه السلام و محمد ﷺ و يرفض المسيح من السلسله يكون على الخطيئة.
إذاً آل عمران بيان للناس و هدى وموعظة للمتقين و آيات من الذكر الحكيم و رضوان الله و المخاطب هو المسيح عليه السلام.
سورة النساء
رقمها (4) هي برهان انزلت على محمد ﷺ
سورة النساء هي برهان بدليل قوله تعالى: (173) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174)
سنتكلم عن (نوراً مبيناً عند الحديث عن سورة الشورى)
و هي للناس كذلك هي الحق بدليل قوله تعالى بسوره النساء: (169) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170). أي أن الرسول جاء بالحق والذي هو سورة النساء.
جاء في سورة النساء كلمة قل خمس مرات وكلمة قولوا ثلاث مرات:
“وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا” النساء (5).
“وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا” النساء (8).
“وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا” النساء (9)
“وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا” النساء (63).
“ ۗ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا” النساء (77)
“ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا” النساء (78)
“ ۖ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ” النساء (127)
“يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ۚ” النساء (176)
ان المخاطب بكلمة قل في سورة النساء هو النبي محمد ﷺ بدليل قوله تعالى:
“۞ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163)” فيعدد كل الأنبياء الذين جاؤوا قبل محمد ﷺ ، و محمد هو النبي الذي لم يأت ذكره و إنما تمت الإشارة إليه بكلمة “۞ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ”
المخاطب إذا هو محمد ﷺ وحين نتكلم عن سورة الأعراف سنجد الإشارة هناك التي يشير بها للنور الذي أنزل الى محمد و هو سورة الشورى حيث نجد في سورة الأعراف يقول مشيراً لذلك:
” النور الذي أنزل معه ” إشارة الى سورة الشورى و سوف نتوسع بالموضوع عند الحديث عن سورة الشورى
سورة النساء هي الرابعة في المصحف و تبدأ ب :
“يَا أَيُّهَا النَّاسُ” أي أن الخطاب موجه للناس جميعاً و هذا الخطاب حمله خاتم النبيين.
في سورة النساء هناك إشارة الى الكتاب الذي أنزل على محمد ﷺ قال تعالى في سوره النساء: (139) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140).
و إذا بحثنا في المصحف أين ورد الأمر من الله الى الرسول بأن لا يقعد مع الذين يستهزؤن بآيت الله نجد الجواب في سورة الانعام قال تعالى: (67) وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68).
إذا الكتاب الذي تمت الإشارة إليه في سورة النساء هو سورة الأنعام و التي هي الكتاب الذي نزل على محمد ﷺ و المشار إليه في سورة الأعراف بالنور هو سورة الشورى كما سيتبين معنا لاحقاً.
سورة النساء تقول للمخاطب فيها أنزل الله عليك الكتاب (مشيرا لسورة الأنعام) و الحكمة (مشيرا لسورة الإسراء) و سنأتي على ذلك حين الحديث عن سورة الإسراء.
ثم تقول ءاتينا موسى سلطانا مبينا و سيأتي شرح السلطان في حينه و تقرر أنه قال تعالى ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55) و سنشرح ذلك عند سورة الأعراف و أخيرا يقول تعالى في سوره النساء: (173) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174). البرهان هو سورة النساء و سيأتي معنى نورا مبينا عند الحديث عن سورة الشورى.
سورة النساء فيها أمر بالتقوى لله تعالى و الأمر بالإحسان إلى النساء و الضعفاء و ترك المفاخرة و الحفاظ على التواضع و حسن الخلق و بأن الله خلق البشر من نفس واحدة ثم تنتقل السورة بعد ذلك إلى شرح أقسام التكاليف و الميراث و الزواج من اليتامى و العدل و التوبة
اذا سورة النساء هي برهان و الحق و نزلت على محمد و تشير إلى الكتاب الذي نزل على محمد ﷺ
سورة المائدة
رقمها (5) و هي الكتاب المنير الذي نزل على أهل الكتاب و المخاطب هو السيد المسيح عليه السلام
سورة المائدة هي الكتاب المنير الذي نزل على أهل الكتاب والمخاطب هو السيد المسيح بدليل قوله تعلاى بسوره المائده:
(14) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16).
قد جاءكم نور أي سورة المائدة الكتاب المنير الذي نزل على أهل الكتاب و كتاب مبين أي سورة النمل قال تعالى: طس ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (1) .
سورة المائدة تتحدث عن إنشاء أمه و إقامة دولة و تنظيم مجتمع على أساس العقيدة. و هي تقدم تصوراً معيناً، الأصل فيه إفراد الله سبحانه و تعالى بالألوهية و الربوبية و تلقي المنهج من الله وحده. سورة المائدة تتحدث عن الذين لا يحكمون بما أنزل الله و تقر بأنهم هم الكافرون.
تعرف سورة المائدة بأنها نور و أنه جاءهم من قبل كتاب مبين يهدي إلى صراط مستقيم , ثم تعطينا السورة صورة يوم الجمع. ثم يورد خطاباً للمسيح يذكر نعمة الله عليه و على والدته و بأن الله قد أيده بروح القدس و بأنه علمه الحكمة و التورىة و الإنجيل.
اذا المائدة هي الكتاب المنير و نزل على أهل الكتاب و المخاطب هو المسيح عليه السلام.
الأنعام
رقمها (6) و هي الكتاب الذي نزل على محمد ﷺ و هي مهيمنة على سورة الإسراء و مصدقة لها
في سورة الجمعة يقول تعالى: (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2).
ما هو الكتاب المشار إليه هنا ؟
نقرأ في سورة النساء قال تعالى: (139) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140).
إذا بحثنا في المصحف عن هذه العبارة نجدها في سورة الأنعام قال تعالى: (67) وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68).
إذاً الكتاب الذي نبحث عنه والذي اسمه الكتاب هو سورة الانعام.
في مقدمة البحث قلنا بأن هنالك كتابين.
وفي سورة الأنعام قال تعالى: (91) وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92).
أي أن الله يشير الى سورة الأنعام و يقول بأنها الكتاب و هي أم القرى و نحن نعلم أن أم القرى مكة المكرمة الذي يصدق الكتاب الذي بين يديه مشيراً لسورة الإسراء .
ما معنى مصدق و مهيمن؟ نجد الإجابة في سورة الإسراء (21 – 35) و في سورة الأنعام (151 – 154).
في الإسراء يتحدث الله عن محرمات و يبدأ بموضوع الشرك و الإحسان للوالدين و عدم قتل الأولاد خشية إملاق و عدم قرب الفواحش ما ظهر منها و مابطن ، و في سورة الأنعام نجد بأن هذا الكتاب يصدق هذه التحريمات التي أتت في سورة الأنعام و يزيد عليها بعض التفصيلات الدقيقة.
اذا سورة الأنعام هي الكتاب و نزل على محمد ﷺ
الأعراف
رقمها (7) و هي بصائر و هدى و رحمة لقوم يؤمنون و كذلك هي الزبور و المخاطب فيها هو داوود عليه السلام.
تبدأ سورة الأعراف ب المص وهي كتاب بدليل الأعراف قال تعالى: المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (2)
إذاً المص هو كتاب غير معرف و لكن تعريفه يأتي في سورة الأعراف قال تعالى: (202) وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي ۚ هَٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)
أي أن سورة الأعراف هي كتاب و بصائر و هدى و رحمة لقوم يؤمنون.
و سورة الأعراف هي الزبور الذي نزل على داوود بدليل سورة الأنبياء قال تعالى: (104) وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)
اي أنه مكتوب في كتاب الزبور الذي أتى بعد الذكر عبارة “أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ”
و إذا بحثنا في المصحف عن هذه العبارة نجدها في سورة الأعراف قال تعالى: (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ ۚ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100)
أي أن الإشارة التي أتت في سورة الأنبياء لتدل على الزبور و جدناها في سورة الأعراف و التي هي الزبور.
إذا قرأنا سورة النساء قال تعالى: ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55)
و كذلك إذا قرأنا سورة الاسراء قال تعالى: (54) وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55)
اي أن الزبور هي سورة الأعراف و نزلت على داوود و أخيراً نزلت على محمد ﷺ
في سورة الأعراف إشارة إلى مجئ محمد ﷺ و هي موجودة في سوره الاعراف قال تعالى: (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)
إذاً هناك مستويين للخطاب في هذه الأية:
- إني رسول الله إليكم جميعاً – (إني) المتحدث داوود.
- فآمنوا بالله و رسوله النبي الأمي – ( هو ) النبي الأمي هو محمد ﷺ.
قلنا بأن الأعراف هي بصائر و الله أخبرنا في سورة الأنعام قال تعالى: (103) قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ.
إن منهجية المصحف هي بأن الرسل ترث الكتب عن بعضها و في سورة الأعراف نجد بأن الأعراف قد نزلت على داوود و ورثها عيسى لأن عيسى قال “حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ” و حين قال المسيح هذه الآية كان يقرأ من سورة الأعراف فالمسيح هو الوريث من بعد داوود و سليمان و أخيرا ورثها محمد ﷺ و هذا ما أشار اليه المسيح بقوله في كتاب مرقس الإصحاح العاشر (25) “مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله”
إن الذي يأتي بعدي يأخذ ما هو لي و يعطيكم إياه و لذلك قال لا تستطيعون أن تحتملوا الآن أنظر في يوحنا الإصحاح السادس عشر كيف يوضح المسيح عليه السلام ذلك بكل وضوح.
الأعراف ، المص ، كتاب ، بصائر و هدى و رحمة ، لقوم يؤمنون.
الزبور نزلت على داوود قرأ منها عيسى الآية التي تقول “حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ“
و هذا دليل أن المسيح ورث داوود و ورثها محمد ﷺ
سورة التوبة
رقمها (9) هي التوراة اعطيت لموسى ثم النبيين من بعده.
سورة التوبة هي التوراة وأعطيت للنبيين الذين أسلموا للذين هادوا بعد إبراهيم بدليل المائدة قال تعالى: (43) إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)
نقرأ في سورة الفتح قال تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29).
أي أنه مذكور في التوراة مثل محمد الذي هو أشداء على الكفار رحماء فيما بينهم:
نبحث في المصحف أين ورد هذا المثل نجد الإجابة في سورة التوبة قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123).
“وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ” = أو مثله أشداء على الكفار.
قال تعالى في سوره التوبه: (127) لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (128)
“بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ” = أو مثله رحماء فيما بينهم.
بعد أن وجدنا الاشارات الدالة على التوراة و قلنا بأنها هي سورة التوبة على من نزلت سورة التوبة (التوراة)؟
- ننظر الى الآية (11) من سورة التوبة قال تعالى: ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11). و نحن نعلم بأن الله قد وصف قوم محمد بالأميين فالمخاطب هنا ليس محمد ﷺ.
- ننظر الى الآية (29) من سورة التوب قال تعالى: (28) قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29). ونحن نعلم أن الذين أوتوا الكتاب هم الذين أتوا قبل موسى .
- انظر الى سورة التوبة قال تعالى: (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33). نحن نعلم أن الهدى أعطي لموسى بدليل غافر قال تعالى: (52) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَىٰ وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53)
- ننظر الى سورة التوبة قال تعالى: (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ هِيَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (68).
وعد فعل ماض ، نجد هذا الوعد بعذاب مقيم للذين كفروا من قوم نوح عليه السلام في سورة الزمر التي نزلت على نوح كما سيتبين معنا عند الحديث عن سورة الزمر لذلك قال هنا في سورة التوبه وعد بالماضي اشارة للوعد الذي جاء بما أنزل على نوح عليه السلام انظر الزمر (39 – 40)
من الذين أتاهم الله عذاب مقيم؟
نجد الاجابة في سورة الزمر آية قال تعالى: (38) قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (40). المخاطب هنا في سورة الزمر هو نوح كما سيتبين لنا عند الحديث عن سورة الزمر. - ننظر الى سورة التوبة قال تعالى: (69) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70). لاحظ الضمير هنا في كلمة قبلهم: المخاطب هو النبي الذي أتى بعد هؤلاء الأنبياء أي أن المخاطب هو موسى لأنه أتى بعدهم.
- ننظر الى سورة التوبة قال تعالى: (110) ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111).
قلنا بأن التوراة هي سورة التوبة و أتى في سورة التوبة آية (111) “إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ” ووردت هذه الفكرة في الانجيل وفي القرآن وفي التوراة واذا بحثنا في المصحف نجد في سورة الحديد قال تعالى: (9) وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) و سنأتي على ذلك عند الحديث عن سورة الحديد و التي هي الإنجيل.
اذا قارننا سورة الحديد (10) و (التي هي الانجيل) مع سورة التوبة (111) (التي هي التوراة) و سورة النمل (37) و (التي هي القرءان) تجد ان القتال في سبيل الله مفروضة بهذه الكتب الثلاث.
اذا سورة التوبة هي التوراة و نزلت على موسى ثم على النبيين من بعده.
سورة يونس
رقمها (10) و هي الر و هي الكتاب الحكيم و كذلك هي الكتاب مفصلاً و هي شفاء و هي الحق.
هي الكتاب الحكيم بدليل يونس قال تعالى: الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)
وهي الكتاب مفصلا بدليل يونس قال تعالى: وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (37)
وهي شفاء بدليل يونس قال تعالى: (56) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57)
و سنأتي على ذكر الموعظة حين نتحدث عن سورة هود وسناتي على ذكر هدى ورحمة عند الحديث عن سورة يوسف
وهي الحق بدليل يونس قال تعالى: ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94).
وبدليل يونس قال تعالى: (107) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ
سورة يونس أنزلت لقوم يعلمون بدليل يونس قال تعالى: ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5).
ونحن نعلم أن قوم محمد هم أميون فالمخاطب هنا ليسوا قوم محمد وانما قوم موسى بدليل يونس قال تعالى: (13) ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِن بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14).
إذاً سورة يونس تخبرنا أنه جاء للناس موعظة من ربهم و شفاء لما في الصدور و هدى و رحمة للمؤمنين.
قلنا بأن سورة يونس هي الكتاب الحكيم ونحن نعلم أن سورة لقمان هي الكتاب الحكيم أيضا بدليل لقمان قال تعالى: الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2).
ونحن نعلم بأن هدى الله هو الهدى والهدى هو الكتب الثنائية بدليل الزمر قال تعالى: (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)
أي الكتاب المتشابه المثاني هو هدى الله.
سورة لقمان هي الكتاب الحكيم و سورة يونس هي أيضاً الكتاب الحكيم بدليل قوله تعالى:
الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) يونس.
الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) لقمان.
هذه الثنائية هي هدى الله و هدى الله هو الهدى بدليل قوله تعالى في سوره البقره: ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ.
و الهدى أعطي لموسى بدليل قوله تعالى بسوره غافر: (52) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَىٰ وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53)
إذا سورة يونس نزلت على موسى و هي الهدى و هي أيضاً الحق بدليل قوله تعالى بسوره الاعراف: (107) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ (108).
- و أعطي لموسى كما مر معنا ثم اعطي لرسل الله من بعده بدليل الأعراف قال تعالى: ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ.
أي أن الرسل اعطوا سورة يونس . قلنا بأن سورة يونس أعطيت لموسى والمخاطب فيها هو موسى بدليل يونس قال تعالى: (76) قَالَ مُوسَىٰ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ ۖ أَسِحْرٌ هَٰذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77). - حين يقول تعالى بسوره التوبه: (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33). فالمقصود بالهدى هو الكتب الثنائية و الذي هو دين الحق و رسوله هو موسى عليه السلام.
- قال تعالى بسوره يونس: ۗ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ (2) ونحن نعلم أن الذي قيل عنه ساحر هو موسى.
- قال تعالى بسوره يونس: ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) ونحن نعلم بأن قوم محمد وصفهم الله بانهم أميون قال تعالى بسوره الجمعه: (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2). فتفصيل الأيات لقوم يعلمون و هم قوم موسى التي وردت في سورة يونس لم يكن المقصود فيها قوم محمد وإنما قوم موسى.
- قال تعالى بسوره يونس: (11) وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12). ونحن نعلم ان فرعون وقومه هم الذين دعوا الله ليكشف عنهم الضر.
- قال تعالى بسوره يوتس: (13) ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِن بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14) والمقصود هنا المستضعفون من قوم موسى الذين أورثهم الأرض في زمن داوود عليه السلام بعد أن أخذهم في التيه أربعين سنة.
- قال تعالى بسوره يونس: (15) قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16). و نحن نعلم أن موسى هو الذي مكث مع فرعون وقومه عمراً قبل أن يرحل عنهم.
- قال تعالى بسوره يونس: وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا ۚ قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ۚ إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21). ونحن نعلم أن فرعون هو الذي مكر بعد أن أذاقه الله رحمة من بعد الضراء.
- قال تعالى بسوره يونس: (67) قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ الْغَنِيُّ ۖ. ونحن نعلم أن الذين قالوا اتخذ الله ولداً هم بني اسرائيل حيث قالوا عزير ابن الله قال تعالى بسوره التوبه: (29) وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ
- قال تعالى بسوره يونس: (75) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا إِنَّ هَٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ (76). و إذا قرأنا يونس (77) نجد قال تعالى: قَالَ مُوسَىٰ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ ۖ أَسِحْرٌ هَٰذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77).
- قال تعالى بسوره يونس: ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104). المأمور هنا هو موسى بدليل الأعراف (143) قال تعالى: وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143). إذاً ومن خلال قراءة سورة يونس نجد بالأدلة القاطعة من السورة أن المخاطب فيها هو موسى عليه السلام والسورة قد أنزلت عليه.
اذا يونس هي الر و الكتاب الحكيم و الكتاب مفصلا و شفاء و الحق و تشير الى ثنائية يونس و لقمان و التي هي جزء من الهدى و الهدى أنزل على موسى إذاً المخاطب هو موسى.
سورة هود
رقمها (11) و هي الحق و هي موعظة و هي ذكرى للمؤمنين.
سورة هود هي الحق و هي موعظة و هي ذكرى للمؤمنين بدليل هود قال تعالى: (119) وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (120).
أي أن الله يشير إلى سورة هود بإسم الإشارة هذه ويقول بأنها هي الحق وهي موعظة وهي ذكرى للمؤمنين فعندما يقول الله سبحانه في سوره النحل: (124) ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125).
فهو يقول ادع بما جاء في سورة هود فهي الموعظة الحسنة و المخاطب في سورة النحل هو المسيح عليه السلام و سنأتي على ذلك عند الحديث عن سورة النحل بالتفصيل ، فماذا جاء في سورة هود؟ و من هو المخاطب في هذه السورة؟
سورة هود تستعرض حركة العقيدة ابتداءً من نوح الى زمن موسى وتبدأ هود بالأحرف المقطعة الر ثم يعرف الر فيقول تعالى بسوره هود: الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1).
سورة هود فيها عرض مواقف الأنبياء نوح , هود , صالح و شعيب , إبراهيم , لوط , وموسى وهم يتلقون التكذيب والإستهزاء وكيف قابلوا ذلك بما معهم من حق وبكل صبر وثقة ويقين إلى أن قال تعالى بسوره هود: (119) وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (120).
وفي سورة هود يذكّر الله أنبياءه بأن له غيب السماوات والأرض وبأن الأمر كله يرجع لله ويذكر بعبادة الله والتوكل عليه وبأن الله ليس غافلا عما يعمل الناس ثم يقر باقامة الصلاة ويقرر بأن الحسنات تذهبن السيئات ثم يذكّر بأن من يكفر بهذه السورة وبما جاء فيها من تكليف موعده النار كما حصل للأقوام السابقة (الذين سماهم الله الأحزاب) قال تعالى بسوره ص: (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَٰئِكَ الْأَحْزَابُ (13).
إن فحوى سورة هود هو أنه كتاب أحكمت أياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير وعلامته التي نجده بها هي الر
المخاطب في سورة هود هو شعيب بدليل أنه هو الذي استجاب لفعل الأمر قل في الأيات (121 – 123 ) من سورة هود
قال تعالى: (120) وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123).
المخاطب هنا بفعل الأمر قل غير معلوم ولكن في الاية (93) سورة هود نجد أن شعيب هو الذي استجاب لفعل الأمر قل و قال: (92) وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93).
نستنتج من ذلك أن الذي استجاب لفعل الأمر قل هو شعيب مما يدل أنه هو المخاطب بالسورة.
هود هي الر و كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير و هي الحق و هي موعظة و هي ذكرى للمؤمنين و أنزلت على شعيب و ورثها موسى من بعده.
يوسف
رقمها (12) و هي الر و هي الكتاب المبين و أنزله الله قرءاناً عربياً و هي هدى و رحمة لقوم يؤمنون و هي أيضاً ذكر للعالمين.
سورة يوسف هي الر وهي الكتاب المبين وأنزله الله قرآناً عربياً بدليل سورة يوسف قال تعالى: الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)
وهو أيضا تصديق الذي بين يديه وهو تفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون بدليل يوسف قال تعالى: (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111).
فعندما يقول في سورة الأعراف التي هي (الزبور) الذي أعطي لداوود قال تعالى: وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52).
فهو يشير إلى كتاب الر الذي هو سورة يوسف والذي هو تفصيل كل شئ الذي وصفه بتفصيل و بهدى و رحمة لقوم يؤمنون وهو أيضا ذكر للعالمين بدليل يوسف قال تعالى: وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (104).
سورة يوسف نزلت على يوسف ومن ثم ورثها موسى من بعده حيث يقول تعالى لداوود بسوره الاعراف: وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52). مشيراً إلى يوسف وموسى ونجد ذلك واضحاً في العهد القديم حيث نجد قصة يوسف كاملة في العهد القديم مع كتب موسى انظر الى سفر التكوين الإصحاح ( 37 – 47 )
اذا سورة يوسف علامتها الر وهي ذكر للعالمين و قرآناً عربياً لعلكم تعقلون و كتاب مفصل ، أتى قبل الزبور و المخاطب هو يوسف عليه السلام و ورث الكتاب من بعد يوسف موسى عليه السلام.
سورة الرعد
رقمها ( 13 ) و هي الكتاب ثم جعلها حكماً و هي ذكرى للعالمين.
و هي القرءان الكريم في كتاب مكنون
سورة الرعد هي الكتاب بدليل سوره الرعد قال تعالى: المر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ۗ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1).
أي أن علامة كتاب الكتاب هي أحرف المر و التي تبدأ بها سورة الرعد
وهو الحكم بدليل سوره الرعد قوله تعالى:
(36) وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37)
أي أن الله رمز لسورة الرعد بالكتاب ثم رمز له بالحكم ، فالحكم الذي أعطي لكل أنبياء الله هو سورة الرعد انظر الآيات قال تعالى:
(82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (87) ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ
على من نزل الكتاب والحكم ؟
الإجابة في سورة الأنعام (83 –90):
في هذه السورة يعدد الله الأنبياء : نوح , إبراهيم , إسحق و يعقوب , داوود , سليمان , أيوب , يوسف , موسى , هارون , زكريا , عيسى , إلياس , إسماعيل , اليسع , يونس , لوط , إلى أن يقول تعالى:
(88) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ.
ثم يخاطب محمداً ﷺ ويقول في سورة الأنعام : (89) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ.
أي أن الله أعطى الكتاب والحكم (سورة الرعد) ل 18 نبيا ثم أعطاه لمحمد عليه السلام ويصبح مجموع الأنبياء الذين نزل عليهم الكتاب والحكم (سورة الرعد) 19 نبيا و رسولاً
و هو ذكرى للعالمين بدليل الانعام قال تعالى: (89) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ (90).
ما هو (الحكم) سورة الرعد وما هي مواضيعه التي نزلت على أنبياء الله ؟
إن موضوع الحكم (سورة الرعد) هو العقيدة والألوهية والربوبية ويخبرنا هذا الكتاب عن الفاعل في الكون الذي نعيش فيه وعن عهده وميثاقه ونتيجة نقض هذا العهد والميثاق في الدنيا والأخرة وتعرض كل ذلك في جو هذا الكون والنفس البشرية في حقيقة السماء والأرض والقمر والشمس والرعد والبرق واليل والنهار والحياة والنبات وخلق الإنسان في الأرحام أي أن الكتاب هو صورة مختصرة عن سبب وكيفية الخلق ونتائج الأعمال.
اذا الرعد هي الكتاب و جعله الحكم و القران الكريم في كتاب مكنون سنأتي على ذلك عند شرح الكتاب المكنون و نزلت على 18 نبي ثم اوحيت الى محمد ﷺ
سورة إبراهيم
رقمها (14) و هي بلاغ للناس و لينذروا به و ليعلموا أنما هو إله واحد و هي الذكر و أنزل على موسى.
ما هو الذكر ؟
يقول تعالى في سورة فصلت معرفاً الذكر (41 – 42) :
(40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42).
إذاً الذكر هو:
- كتاب عزيز.
- لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
- تنزيل من حكيم حميد.
اذا قرأنا سورة النحل (44) نجد بأن الله قد أنزل الذكر للناس إذ يقول :
(43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)
وفي سورة الحجر (6)
وقال تعالى بسوره الحجر: (5) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6).
و نقرأ في ن و القلم قال تعالى :
(50) وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51)
حين نجمع المعطيات السابقة نجد:
الذكر هو كتاب محفوظ و موجود معنا سمعه الذين كفروا و هو للناس
نذهب الى سورة الانبياء (105): (104) وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)
في هذه الأية إشارتان :
- كتاب الذكر أتى قبل الزبور.
- في كتاب الذكر كتب الله عبارة أن “أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)“.
إذا بحثنا في المصحف نجد في سورة إبراهيم قال تعالى:
(12) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14)
إذاً سورة إبراهيم هي الذكر بدليل العبارة الموجودة في (13-14) .
على من أنزل كتاب الذكر؟
إذا تأملنا سورة إبراهيم والتي هي الذكر سنجد الإجابة في أول سورة إبراهيم ، يقول تعالى:
الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)
إذا بحثنا في المصحف عن النبي الذي أنزل إليه كتاب ليخرج الناس من الظلمات إلى النور نجد الإجابة في سورة إبراهيم (4-5)
قال تعالى: (4) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5).
أي أن المخاطب في أول سورة إبراهيم “الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ” هو موسى عليه السلام
إذاً الذكر هو سورة إبراهيم وأنزل على النبي موسى ليخرج الناس من الظلمات إلى النور
أخيراً:
في سورة إبراهيم نلاحظ غياب ذكر أسماء الرسل الذين أتوا بعد موسى:
“(8) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ” ومن ثم يعدد الله الأنبياء نوح , عاد , ثمود , إبراهيم , شعيب وهي الأقوام التي أتت قبل موسى ويقول الله بأن هذا بلاغ للناس انظر الآية (52) إبراهيم قال تعالى:
(51) هَٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52).
إذاً المخاطب في سورة إبراهيم هو النبي موسى وليس النبي محمد . وهو الذكر و سورة إبراهيم هي بلاغ للناس و اتى قبل الزبور و نزل على موسى
سورة الحجر
رقمها (15) وهي الكتاب و كذلك هي قرءان مبين و هي الحق و أنزلت على إبراهيم عليه السلام ثم أعطيت للوط عليه السلام.
سورة الحجر هي الكتاب وفران مبين بدليل الحجر (1) قال تعالى: الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1).
وهي الحق بدليل الحجر قال تعالى: (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64)
اذاً سورة الحجر هي الكتاب وهي قرآن مبين وهي الحق.
في سورة الحجر آية يقول تعالى : (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64)
فمن هو المخاطب؟
اذا تابعنا قراءة سورة الحجر نجد أن المخاطب هو إبراهيم و لوط من بعده بدليل الحجر (49) فالقصة تبدأ هكذا :
(48) ۞ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ (55).
إن ضيف إبراهيم هم الملائكة الذين بشروه بالحق وكما قلنا آنفا فالحق هو سورة الحجر أي أن الملائكة بشرت إبراهيم بسورة الحجر
لقد أنزل الحق على لوط أيضا بدليل الحجر (60-64) قال تعالى:
(60) فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64).
المرسلون هم الملائكة الذين حملوا الحق إليه أي أن الملائكة أنزلوا الكتاب الذي هو الحق الذي هو سورة الحجر على لوط كما أنزلوه من قبل على إبراهيم.
سورة الحجر أتت إلى لوط لتبين للناس ما كانوا فيه يمترون و لتبين أسس العقيدة السليمة و الثواب و العقاب الذي اختلف فيه قوم لوط.
إذاً سورة الحجر رقمها 15 و تبدأ ب الر و هي الكتاب و كذلك هي قرآن مبين و هي الحق أنزلته الملائكة على إبراهيم ثم لوط ورثه موسى من بعدهم.
سورة النحل
رقمها (16) و هي الكتاب الذي نزل للمسيح و هي بشرى للمسلمين و هي هدى و رحمة لقوم يؤمنون و هي نعمة من نعم الله نزله روح القدس.
من قراءة السورة نجد عدة أمور:
أولاً: أن الذي نزل سورة النحل هو روح القدس بدليل قوله تعالى: (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (102).
و نحن نعلم أن روح القدس كان ينزل على السيد المسيح بدليل سوره البقرة قال تعالى: (86) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87). أي أن المخاطب بالسورة هو السيد المسيح.
ثانياً: هي ليثبت الذين ءامنوا.
ثالثاً: هي بشرى للمسلمين.
رابعاً: نحن نعلم أن المسيح هو الذي أنزل عليه الحكمة ( انظر سورة الإسراء ) و أيضا أنزل عليه موعظة للمتقين كما مر معنا عند الحديث عن سورة آل عمران قارن ذلك بما جاء في الآية ( 125 ) النحل قال تعالى: (124) ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125).
مما يؤكد أن المخاطب هو المسيح عليه السلام و من قراءة الأية (89) قال تعالى بسوره النحل: (88) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (89).
نجد أنه يشير إلى سورة النحل أنها الكتاب الذي أنزل على السيد المسيح انظر الآية (48) آل عمران قال تعالى: (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (48).
فهذا هو الكتاب الذي أنزل على المسيح و مر معنا التورىة و سيأتي الحديث عن الحكمة عند قراءة سورة الإسراء و الإنجيل عند الحديث عن سورة الحديد إذاً سورة النحل هي الكتاب الذي أنزل على السيد المسيح بدليل النحل (89) قال تعالى:
ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (89).
ثم يكررها ثانية في الآية: (63) وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64).
إذاً المخاطب هو المسيح عليه السلام و سورة النحل هي الكتاب الذي أعطي للمسيح و هي أيضاً هدى و رحمة لقوم يؤمنون بدليل (64) النحل و هي نعمة من نعم الله حيث يقول تعالى: ۚ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71)
ويقول تعالى:ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72).
ثم يؤكد أنه جعل السبت على الذين اختلفوا فيه .
سورة النحل أنزلت على المسيح بدليل:
الدليل الأول: قوله تعالى بسوره البقره: (86) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87).
ونربط هذه الاية بالاية رقم (102) النحل قال تعالى: (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (102).
في سورة البقرة يخبرنا الله بأنه أيد المسيح بروح القدس وفي سورة النحل يخبرنا تعالى بأن سورة النحل نزله روح القدس ,أي أن سورة النحل هو الكتاب الذي أنزل على السيد المسيح وأنزله روح القدس الذي كان يعمل مع السيد المسيح.
الدليل الثاني:
سورة النحل (125) قال تعالى:
(124) ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125).
ونحن نعلم أن الحكمة أنزلت على عيسى بدليل آل عمران (48) قال تعالى: (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (48).
الدليل الثالث:
النحل (127 – 128) قال تعالى:
(126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128.
و نحن نعلم أن الذين مكروا و هربوا و خانوا هم أتباع السيد المسيح و الذين معه بدليل مرقس الإصحاح الرابع عشر بالانجيل ((فتركه الجميع وهربوا)).
وبدليل الإصحاح الثالث عشر بالانجيل:(( الذي يأكل معي الخبز يرفع عليّ عقبه)).
دليل آخر انظر في آل عمران (52 – 54) قال تعالى: (51) ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54)
سورة الإسراء
رقمها (17) وهي كتاب الحكمة و نزلت على عدة أنبياء وهي فضل الله و سورة الأنعام تصدق و تهيمن على الإسراء.
سورة الإسراء هي كتاب الحكمة بدليل الإسراء:
ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ۗ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا (39)
يشير الله إلى سورة الإسراء بأنها الحكمة وبأنها وحي من الله وأوحيت الى نبي من أنبيائه
على من نزلت سورة الإسراء (كتاب الحكمة) ؟
سورة الإسراء (كتاب الحكمة) نزلت على أكثر من نبي :
1 – داوود بدليل البقرة :
(250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)
2 – عيسى عليه السلام بدليل آل عمران:
(47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (48)
وفي آل عمران:
(163) لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (164)
الخطاب هنا للمؤمنين الذين بعث فيهم السيد المسيح و داوود عليهما السلام
3 – آل ابراهيم بدليل النساء:
(53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54)
4 – لقمان عليه السلام بدليل لقمان:
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)
5 – محمد عليه السلام بدليل الجمعة:
(1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2)
اذاً كتاب الحكمة (سورة الاسراء) أوحي الى:
داوود , عيسى , آل ابراهيم , لقمان , محمد عليهم جميعاً السلام
سورة الإسراء جعلها الله فضلا يؤته من يشاء من عباده بدليل الجمعة (2)
اذاً : الحكمة = ذلك فضل الله
قلنا أن سورة الأنعام قد نزلت على محمد ﷺ و هي الكتاب و في سورة الأنعام آية ( 92 ) نقرأ :
(( و هذا كتاب مبارك مصدق الذي بين يديه و لتنذر أم القرى و من حولها ))
ما هو الكتاب الآخر الذي بين يدي الرسول ؟ قلنا أن سورة الإسراء هي كتاب الحكمة الذي أنزل على محمد ﷺ
أي أن سورة الأنعام مصدقة لسورة الإسراء فكيف تصدق سورة الأنعام سورة الإسراء و تهيمن عليها ؟
علينا أن نقارن الآيات ( 151 – 153 ) من سورة الأنعام مع الآيات ( 22 – 40 ) من سورة الإسراء
اذا أجرينا بعض المقارنات بين سورة الأنعام وسورة الإسراء نجد الملاحظات التالية :
ففي سورة الأنعام يقول تعالى:
۞ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ
و في سورة الإسراء يقول:
(21) لَّا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا (22)
وفي سورة الأنعام يقول تعالى بالايه 151:
ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ
وفي سورة الإسراء:
(30) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)
في سورة الأنعام يقول تعالى بالايه 151:
ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ
وفي سورة الإسراء يقول تعالى:
(22) ۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)
في سورة الأنعام يقول تعالى بالايه 151:
ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ
وفي سورة الإسراء يقول تعالى:
(31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)
في سورة الأنعام يقول تعالى:
(32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ
وفي سورة الإسراء يقول تعالى:
(32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ
و غيرها الكثير.
اذاً في سورة الأنعام هناك تلاوة لما حرم الله وسرد لواجبات الإنسان تجاه ربه ومجتمعه ثم يقول بأن اتباع هذه التعليمات الواردة في الأنعام ( 151 – 153 ) هي الصراط المستقيم.
وفي سورة الاسراء سرد لقضاء الله وواجبات الانسان تجاه ربه ومجتمعه ثم يقول بأن سورة الاسراء هي مما أوحي الى النبيين من الحكمة الإسراء ( 22 – 40 )
قارن بين الأنعام ( 151-153 ) و الإسراء ( 22 – 40 )
تجد أن الأنعام تصدق الإسراء و تهيمن عليها.
اذاً سورة الأنعام التي أنزلت على محمد ﷺ مصدقة لسورة الإسراء و تهيمن عليها والتي نزلت عليه أيضاً وتذكر القواسم المشتركة بين الكتابين وتصدق بعضها بعضاً.
الإسراء هي الحكمة و هي فضل الله و نزلت على لقمان و داوود و آل ابراهيم و عيسى و محمد ﷺ و سورة الأنعام مصدقة ومهيمنة على سورة الإسراء.
سوره الكهف
سورة الكهف هي رحمة بدليل الكهف (98):
قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ
تلخيص سورة الكهف:
دعونا ننظر إلى ما جاء في السورة:
– تبدأ السورة بالحمد لله وحده الذي أظهر السر المخبئ لفهم عقيدة الدين وأنزل الكتاب على عبده ( قيماً ) لينذر عذاباً آجلاً أو عاجلاً وكذلك يبشر كل مؤمن ومؤمنة يعمل الصالحات أن له أجراً حسنا في الدنيا والآخرة ماكثين فيه أبد الدهر وفي الأمر إنذار لكل من قال اتخذ الله ولدا مالهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا و نحن نعلم أن اليهود هم من قالوا عزير ابن الله و يأتي هذا مصححا لمفهوم جاء في الإصحاح الأول أية (12) كتاب يوحنا :
(( و أما الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين بإسمه ))
إذاً التصحيح هو أن الله ليس له أولاد :
أولاد الله = المؤمنين بإسمه .
– بعد ذلك يقول أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا .
– ثم يروي لنا قصة رمزية تدلنا على الرقيم ( الرقيم هو الكتاب ) .
– ثم يضرب مثل رجلين .
– بعدها يضرب مثل الحياة الدنيا ثم يروي لنا قصة ءادم ويؤكد لنا أن الله جعل على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وتؤكد السورة لنا أن دعوة موسى للهدى لن تلقى من يسمعها إلا القليل .
– ثم يروي لنا قصة موسى ليدرك موسى ما سيحل بقومه الذين تخلى عنهم وتعطي موسى صورة عن المستقبل حتى مجئ المسيح ومحمد من بعده .
– قلنا أن أصحاب الكهف والرقيم هي من آيات الله ( علامات الله ) التي نستدل بها على السر المخبئ وهو الرقيم الذي هو الكتاب
دعونا ننظر إلى السر الأول المخبئ في الكهف آية (16):
وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا (16) ۞
الإستدلال الأول على الرقيم هو (يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ)
المخاطب بعبارة (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ) هو نحن البشر وأتت الكلمة بصيغة فعل الأمر في زمنه الحالي المستمر و ليس بصيغة الماضي الذي انتهى فالله تعالى لم يقل فآووا إلى الكهف و إنما قال اذهبوا إلى الكهف الآن
كيف نتمثل فعل الأمر الإلهي (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ) كيف نذهب إلى الكهف و أين هو الكهف و ما علاقته بالرقيم ؟
إن أصحاب الكهف و الرقيم هما آية واحدة فاذا وجدنا أصحاب الكهف وجدنا الرقيم و العكس صحيح .
نحن نعلم أن الشمس هي ءاية من آيات الله أو هي علامة من علامات الله إذ يقول تعالى في سورة فصلت (37) :
(36) وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ
إذاً الشمس هي علامة من علامات الله ونحن نعلم أن الله قال في الفرقان:
أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45)
اذاً النقطة المركزية عندنا هي ( الشمس )
كيف نربط الفرقان ( 44 – 45 ) بسورة الكهف ؟
إذا قرأنا سورة الكهف آية (17) :
(16) ۞ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا (17).
إن الإشارة هنا إلى سورة الشمس و ليس للشمس التي في السماء .
ما هي المعاني الموجودة في هذه الآية ؟
نذهب الى مفردات الآية :
إن كلمة تزاور معناها تميل ذات اليمين وذات الشمال أي تتركهم ذات اليمين و ذات الشمال أي أن الشمس تميل عن كهفهم أو تتركهم ذات اليمين وذات الشمال و ( أصحاب الكهف ) في فجوة منه والفجوة هي المتسع . من قراءة هذه الاية نستنتج الآتي :
1 – الشمس من آيات الله ( الآية هي العلامة ) أي الشمس علامة.
2 – أصحاب الكهف والرقيم هي آية عجيبة .
3 – الشمس إذا طلعت تميل عن كهفهم وإذا غربت تتركهم وتتجاوزعنهم وهم في متسع منه .
4 – هناك فعل أمر فأووا إلى الكهف ( اذهبوا الى الكهف ) فعل أمر. السؤال هو أين هو الكهف ؟ ..
الله يعطينا صورة عن نتيجة أعمالنا إذا ذهبنا إلى الكهف نجد المرفق (ما ينتفع به البشر) من هذا الضيق الذي نعيش فيه و للرزق معنيين :
1 – الطعام و الشراب .
2 – كلام الله أو كتب الله .
أي أن للرزق معنى مادي وروحي.
قلنا أن الشمس هي الدليل والشمس هنا هي سورة الشمس الموجودة في المصحف .
نذهب إلى سورة الشمس وهي دليلنا نقرأ :
الشمس وضحاها أي سورة الشمس وسورة الضحى: وَالضُّحَىٰ (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ (2)
والقمر إذا تلاها سورة القمر ليست متضمنة في هذه القائمة.
لأنه قال ( تلاها )
والنهار إذا جلاها سورة الفجر: وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)
والليل إذا يغشاها سورة الليل: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ (1)
والسماء وما بناها سورة الطارق: وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1)
والأرض وما طحاها سورة الزلزلة: إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)
ونفس وما سواها سورة الشرح: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)
فألهمها فجورها وتقواها سورة الهمزة: وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2)
وسورة الفيل: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)
قد أفلح من زكاها سورة العصر: وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)
وقد خاب من دساها سورة الماعون: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)
كذبت ثمود بطغواها سورة القارعة: الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)
إذ انبعث اشقاها سورة المسد: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)
فقال لهم رسول الله ( سورة الاخلاص )( سورة الفلق سورة الناس )
ماذا نستنتج من هذا الدليل ؟
قبل أن نمعن في الاستنتاج علينا أن نركز على النقاط التالية :
1 – الله يقول وكذلك أعثرنا عليهم أي أن العثور على أصحاب الكهف والرقيم تكون بمساعدة الله ولا يستطيع الإنسان أن يفعل ذلك من تلقاء نفسه ( وهنا يوجد لغز وسر )
2 – ذات اليمين وذات الشمال . علينا أن ننظر ماذا على يمين سورة الشمس
( التي هي دليلنا ومنطلقنا في البحث ) وماذا على شمال سورة الشمس.
3 – وتحسبهم أيقاظ وهم رقود أي ( نائمون ) وهو مصدر سمّي به المفعول به كأن نقول قوم ركوع أو قعود .
4 – باسط ذراعيه أي مبسوطتان غير مقبوضتين .
إذاً ماهي السور التي على يمين سورة الشمس وما هي السور التي على يسار سورة الشمس ؟ نقلبهم ذات اليمين وذات الشمال تتمة القصة تروي لنا عدد السور التي على اليمين واليسار فلنذهب لقراءة تتمة القصة .
كذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة آتية لاريب فيها ثم يقول ( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ) إذاً بدأنا العد من الرقم ثلاثة نكتب:
3
4
5
6 — الرابع
7
8 — السادس
9
10 — الثامن
رابعهم كلبهم أي خذ الرقم الرابع في العد والرقم الرابع في هذه السلسلة هو الرقم 6 ثم يقول ويقولون خمسة سادسهم كلبهم أي خذ الرقم السادس وهو الرقم 8 في هذه السلسلة ثم يقول سيقولون سبعة ثامنهم كلبهم أي خذ الرقم الثامن والذي هو 10 في هذه السلسلة حين نجمع الأرقام التي حصلنا عليها نجد
6+8+10 =24
أي أن سورة الشمس وما على يمينها = 24
وسورة الشمس وما على يسارها = 24
نذهب إلى فهرس المصحف :
24 _ الشمس
23 _ الليل
22 _ الضحى
21 _ الشرح
20 _ التين
19 _ العلق
18 _ القدر
17 _ البينة
16 _ الزلزلة
15 _ العاديات
14 _ القارعة
13 _ التكاثر
12 _ العصر
11 _ الهمزة
10 _ الفيل
9 _ قريش
8 _ الماعون
7 _ الكوثر
6 _ الكافرون
5 _ النصر
4 _ المسد
3 _ الإخلاص
2 _ الفلق
1 _ الناس
أي حتى نهاية المصحف = 24
ثم نذهب للجهة الأخرى :
24 _ الشمس
23 _ البلد
22 _ الفجر
21 _ الغاشية
20 _ الأعلى
19 _ الطارق
18 _ البروج
17 _ الإنشقاق
16 _ المطففين
15 _ الإنفطار
14 _ التكوير
13 _ عبس
12 _ النازعات
11 _ النبأ
10 _ المرسلات
9 _ الإنسان
8 _ القيامة
7 _ المدثر
6 _ المزمل
5 _ الجن
4 _ نوح
3 _ المعارج
2 _ الحاقة
1 _ القلم
إذاً الرقيم هو من سورة ن والقلم إلى نهاية المصحف أي 47 سورة
23 + 1 + 23 = 47
ثم أضاف اليها سورة القمر وقال :
(1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)
لماذا أضاف الله سورة القمر إلى هذه المجوعة
الجواب نجده في سورة الشورى
حم (1) عسق (2) كَذَٰلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)
أي أن الله دائما يضيف كتابا آخر عندما يوحي إلى نبي من أنبياءه
مثال:
ق والقرآن المجيد أي أن القرآن المجيد أضيف إلى ق
ص والقرآن ذي الذكر
يس والقرآن الحكيم
وهذه هي المثاني التي قال عنها الله لإبراهيم آتينك سبعاً من المثاني والقران العظيم
قلنا أن الرقيم هو مجوع 47 سورة سورة الشمس في المنتصف و23 سورة على يمينها و23 سورة على يسارها.
قلنا سابقا أن المصحف فيه 14 سورة فيها سجود
نلاحظ أن الرقيم فيه سورتين فيهما سجود وهما الإنشقاق والعلق
اذا الكهف هي رحمة و نزلت على موسى و تدلنا على كتاب الرقيم الذي هو مجموع 47 سورة, الشمس في المنتصف و23 سورة على يمينها و23 سورة على يسارها والتي تبدأ ب ن والقلم وما يسطرون.
سوره مريم
رقمها (19) و هي كهيعص وهي ذكر زكريا.
تبدأ سورة مريم ب:
كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)
إن سورة مريم التي تبدأ بأحرف كهيعص هي ذكر النبي زكريا.
إن الفعل الزمني في السورة هو زمن الحاضر ( في زمن زكريا ) وهي حوارية زكريا مع ربه . مريم:
(6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا (7)
وفي الآية (15) من سورة مريم يقول تعالى عن يحيى:
وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)
إذا لاحظنا كلمة ولد فإنها تدل على الزمن الماضي أي أن الآية تخبرنا بأن يحيى ولد و إذا لاحظنا كلمة يموت و يبعث فإنهما تدلان على المستقبل أثناء نزول الآية أي أن فعل الموت و البعث لم يكونا متحققين أثناء نزول الآية و إنما فعل الولادة فقط
هذا الترتيب الزمني يدلنا على زمن نزول الآية و بأن يحيى كان قد ولد و لا يزال حيا و لم يمت بعد أي أن سورة مريم نزلت في زمن يحيى عندما كان حياً
إذا نظرنا إلى صيغة الفعل في الآية ( 33 – 34 ) من سورة مريم نجد:
(32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)
هذه الآية تدلنا أيضا على زمن نزول سورة مريم
فكلمة:
ولدت : الماضي.
أموت : المستقبل.
أبعث : المستقبل.
المتحدث في الزمن الحاضر هو السيد المسيح إذ قال والسلام عليّ
إن المخاطب في سورة مريم هو زكريا عليه السلام حين كان المسيح و يحيى أحياء عليهم جميعا أفضل السلام .
اذا سوره مريم هي كهيعص و ذكر و رحمة لزكريا لتبشر به ولتنذر قوماً لداً تتحدث عن المسيح و يحيى عليهم السلام.
سورة طه
رقمها (20) و هي تذكرة و هي قرءاناً عربياً و أنزلت على هارون و المخاطب فيها هو موسى و هارون وهي ذكر
سورة طه هي تذكرة بدليل طه:
(2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ (3)
وهي قرآناً عربياً بدليل طه:
(112) وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)
إذاً طه هي تذكرة ثم أنزلها الله قرآناً عربياً و أنزلت على هارون بدليل قوله تعالى: هل أتىك حديث موسى الآية ( 9 ) ثم يقول ( إذ أوحينآ إلى أمك ما يوحى ) الآية ( 38 ) مما يدل على أن المخاطب هو هارون عليه السلام كذلك قوله: (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ ۖ
ثم يجمعهما مع بعض موسى و هارون فيقول: اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42)
و يستمر الخطاب لكلاهما حتى نهاية السورة
وهي ذكر لهارون بدليل طه:
ۚ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا (99)
سورة طه نزلت على هارون عليه السلام تبدأ السورة وتختتم ببيان وظيفة وحدود وتكاليف الرسول فهي ليست عناء كما أنها ليست شقاء كتبت عليه إنما هي تذكرة في الدعوة وفيه إنذار وبشير بأن الإنسان العاصي والطائع كلاهما يعودان إلى الله . سورة طه ترسم مشاهد الآخرة وتتحدث عن قصة آدم ومآل الطائعين ودخولهم الجنة ودخول العصاء إلى جهنم تصديقاً لما وعد به آدم عليه السلام .
تبدأ سورة طه بقصة موسى وتنتهي بقصة آدم وقبل أن تختتم السورة بما يشبه مطلعها وقبل قصة آدم يؤكد الله لنا أنه ( سورة طه ) أنزله قرآناً عربياً وصرف فيه من الوعيد ثم يشير إلى ما جاء من قبل في الصحف الأولى ( سورة النجم ) أن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى وأن إلى ربك الرجعة .
اذا سورة طه هي تذكرة و قرآناً عربياً و هي ذكر و نزلت على هارون.
الأنبياء
رقمها (21) وهي ذكر مبارك و هي ذكر من معي و ذكر من قبلي و المخاطب هو يحيى عليه السلام ورثه المسيح من بعده.
سورة الأنبياء هي ذكر مبارك وأعطيت للمسيح
1 – هي ذكر مبارك بدليل الانبياء (50) :
(49) وَهَٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ ۚ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (50) ۞
2 – سورة الأنبياء هي ذكر من معي وذكر من قبلي بدليل الأنبياء:
(23) أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ (24)
من هم الأنبياء المذكورين في سورة الأنبياء؟
موسى , هارون , إبرهيم , لوط , إسحق , يعقوب , نوح , داوود , سليمان , أيوب , إسماعيل , إدريس , ذا الكفل , ذا النون , زكريا , مريم و إبنها , يحيى .يبدوا من ذلك أن المخاطب هو يحيى عليه السلام ، كذلك بدليل قوله تعالى الأية: (9) لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)
فهنا يشير إلى كتاب الزخرف الذي نزل على يحيى عليه السلام (كما سيتبين معنا عند الحديث عن سورة الزخرف)
ما هو موضوع سورة الأنبياء؟
تبدأ السورة بضربات قوية تهز القلوب والتحذير من الخطر المحدق على الأبواب ومشاهد الغابرين الغافلين عن آيات الله وعاقبة الغافلين والسورة تعرض التشابك والتلاحم بين نواميس الوجود ووحدة الخالق وحقيقة الوجود .
السورة تخبرنا أنه أعطي لموسى و هارون الفرقان و ضياء و ذكر للمتقين
و أن إبراهيم أوتي الرشد
و أن لوط أوتي حكماً و علماً و داوود و سليمان أيضا حكما و علماً و جاء التحريم لبني اسراءيل من دخول القرية
ثم جاء أنه في الزبور كتب أن الأرض يرثها عباد الله الصالحون
سورة الأنبياء
ذكر مبارك
ذكر من معي وذكر من قبلي
نزلت على يحيى.
الحج
رقمها (22) و هي البينات وأنزلت للرسل.
ما هي البينات؟
سورة المجادلة (5) تجيب عن هذا السؤال قال تعالى: ۚ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۚ
فأين هي البينات التي أنزلها الله وعلى من نزلت ؟
نجد الإجابة في سورة الحديد (25):
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ
نذهب الآن إلى الأعراف:
(100) تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101)
نذهب إلى يونس (13) قال تعالى:
(12) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا ۙ وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13)
كذلك نجد في:
إبراهيم (9)
(8) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) ۞
نذهب الى فاطر (25) :
(24) وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25)
نذهب لغافر (34):
وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ
نذهب الى البقرة (87) :
ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ
نذهب إلى البقرة قال تعالى:
(98) وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)
من خلال جمع هذه الحقائق القرآنية نجد أن البينات نزلت على الرسل جميعا فما هي فحوى البينات التي أتى بها الرسل ؟
نجد الاجابة في غافر:
(65) ۞ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66)
اذاً البينات هي الرسالة التي أتت من الله للرسل جميعا لإبلاغها للناس لعبادة الله الواحد ونبذ ما دون ذلك من طواغيت الأرض مضافا إليها ما جاء في سورة الحديد (25) قال تعالى:
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ
كذلك يقول في الحديد:
(8) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (9)
اذاً فحوى البينات:
عبادة الله الواحد + القسط + للخروج من الظلمات إلى النور + و أن لا نعبد طواغيت الأرض
أين هي البينات في المصحف والتي إذا تمثلناها نعبد الله الواحد و لا نشرك به أحداً و نقوم بالقسط ؟
نجد الاجابة في سورة النور قال تعالى:
سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)
إن الله يقول أن هناك سورة أنزلها وفرضها وأنزل فيها آيات بينات هذه السورة نجد أنها الحج انظر في سورة الحج قال تعالى: وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ (16)
أي أن سورة الحج هي الآيات البينات التي من خلالها نتعرف على الله الواحد ونعبده فلا نعبد طواغيت الأرض و نقوم بالقسط إذا تتبعنا ما جاء فيها و إذا قرأنا سورة الحج نرى تركيزا على مفهوم الوحدانية.
الحج
البينات
أعطيت للانبياء
سورة النور
رقمها (24) هي ايات مبينات.
سورة النور هي آيات مبينات بدليل النور قال تعالى:
(33) وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (34) ۞
مر معنا موعظة للمتقين و هي سورة آل عمران و سنأتي على ( مثلاً من الذين خلوا من قبلكم عند الحديث عن سورة الحشر )
سورة النور هي ايات مبينات بدليل النور قال تعالى: (45) لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (46).
سورة النور هي التي بينت لنا ما هي البينت انظر الآية الأولى من سورة النور و هي تشير إلى سورة الحج ( سورة انزلنها و فرضنها و أنزلنا فيها ءايت بينت لعلكم تذكرون ) فهي تشير إلى سورة الحج
سورة النور
آيات مبينات
تشير إلى مثلاً من الذين خلوا من قبلكم ( و سنأتي عليها لاحقاً )
و تشير إلى موعظة المتقين التي مرت معنا
سورة الفرقان
رقمها (25) و هي الفرقان و أنزلت على موسى و هارون و هي نذير للعالمين.
ثم ورثه داوود و سليمان ثم المسيح ثم محمد عليهم جميعاً أفضل السلام.
سورة الفرقان هي الفرقان وهي نذير للعالمين بدليل الفرقان:
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)
على من نزل الفرقان؟
1 – موسى وهرون بدليل سوره الأنبياء:
(47) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ (48)
2 – داوود بدليل البقرة (248):
(247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (248)
3 – المسيح عليه السلام بدليل سورة آل عمران آية (3):
(2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ۗ
4 – ورثها محمد ﷺ عن موسى و هارون و داوود و سليمان و المسيح
بدليل أنه هو الذي ترك المصحف بين أيدينا
سورة الفرقان هي الفرقان و نزلت على موسى وهرون ثم داوود وسليمان ثم المسيح ثم ورثها محمد من بعدهم عليهم جميعاً أفضل السلام
سورة الشعراء
رقمها (26)
طسم
تسع ءايات
وهي الكتاب المبين
نزلت على موسى عليه السلام
سورة الشعراء هي :
الكتاب المبين بدليل الشعراء (1–2)
طس ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (1)
و هي تسع ءايت بدليل أن فيها تسع ايات و هي
1 – طس ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (1)
2 – (6) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ
3 – (64) وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ
4 – ثم يسرد الله قصة إبراهيم و قومه و يقول (( إن في ذلك لأية ))
5 – ثم قصة نوح و قومه (104) كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (( إن في ذلك لأية ))
6 – ثم تأتي قصة قوم هود الذين كانوا يسكنون الأحقاف و أنهم قد جاؤوا بعد قوم نوح فكذبوه فأهلكهم الله (( إن في ذلك لأية ))
7 – ثم يتحدث عن قوم ثمود و كيف أنهم كذبوا المرسلين ثم يقول (( إن في ذلك لأية ))
8 – ثم تأتي قصة لوط و الآيه هي أن الله أمطر عليهم مطراً (( إن في ذلك لأية ))
9 – ثم تأتي قصة شعيب و كيف أن أصحاب الأيكة كذبوا المرسلين (( إن في ذلك لأية ))
في سورة الشعراء تكررت عبارة إن في ذلك لأية ثمان مرات وفي البداية قال تعالى : طسم تلك ءايت الكتاب المبين و بذلك يكون المجموع تسع ءايت
(191) وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)
بعد أن عرفنا الآيات التسع الآن سنبحث على من نزلت الآيات التسع :
الاجابة موجودة في سورة النمل قال تعالى: (11) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ۖ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12)
و كذلك نجد الإجابة في سورة الإسراء قال تعالى: (100) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا (101)
الشعراء
فيها تسع آيات
نزلت على موسى وهارون
النمل
رقمها (27)
طس هي القرءان و كذلك هي كتاب مبين و هي هدى و بشرى للمؤمنين
الذين يقيمون الصلوة و يؤتون الزكوة و هم بالأخرة هم يوقنون
وهي الفضل المبين وهي هدى و رحمة للمؤمنين
المخاطب هو داوود وسليمان من بعده
طس هي علامة القرءان كذلك هي علامة كتاب مبين بدليل النمل ( 1 )
طس ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (1)
أيضاً هي هدى و بشرى للمؤمنين بدليل النمل قال تعالى: (1) هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3)
إذاً سورة النمل التي علامتها طس هي القرءان وهي كتاب مبين وهي أيضاً هدى وبشرى للمؤمنين .
النمل هي أيضاً هدى و رحمة للمؤمنين بدليل النمل قال تعالى: وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (77)
كما أنها الفضل المبين بدليل النمل (16) :
وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16)
إن الله تعالى يشير إلى سورة النمل ويقول إن هذا لهو الفضل المبين.
بعد أن عرفنا أن سورة النمل = قرءان = كتاب مبين = هدى وبشرى للمؤمنين = هدى ورحمة للمؤمنين = الفضل المبين
على من نزلت سورة النمل؟
إذا قرأنا سورة سبأ (10)
(9) ۞ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ
وبما أن سورة النمل هي الفضل فسورة النمل نزلت على داوود
وفق هذا الفهم إذا قرأنا سورة المائدة (15-16)
(14) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16)
تبين معنا سابقاً أن سورة النمل هي كتاب مبين فحين يقول تعالى قد جآءكم من الله نور و كتاب مبين أي جآءكم من الله سورة النمل و النور الذي هو سورة المائدة كما مر معنا عند الحديث عن سورة المائدة أي جآءكم سورة النمل و سورة المائدة من الله.
نستنج أن طس النمل هو كتاب مبين نزل على أهل الكتاب وعلى داوود ثم ورثه سليمان من بعد .
علمنا سابقاً أن سورة الأعراف هي الزبور الذي نزل على داوود و نجد فيه الأيه (204) تقول: (203) وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)
أي اذا قرئ (سورة النمل) التي هي القرآن فاستمعوا و انصتوا لعلكم ترحمون .
هذا القرآن ( سورة النمل ) يقص على بني اسرائيل كثيرا مما كانوا فيه يختلفون .
انظر إلى ( 91 – 93 ) النمل حين يقول داوود عليه السلام:
(90) إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ (92) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)
إذا تأملنا الآيات بدقة نجد أنه في سورة النمل حين ذكر الفضل ذكر مسبوقاً باسم الاشارة هذا (( هذا هو الفضل المبين )) ليدل على سورة النمل بأنه الفضل المبين وحين ذكر الفضل في آيات أخرى أتى مسبوقاً بإسم الإشارة ذلك ففي سورة المائدة (54) :ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)
وفي سورة الحديد (21) :ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ
وفي سورة الجمعة ( 4 ) : ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ
ما هو موضوع سورة النمل الذي أنزل على داوود ؟
تبدأ السورة في حلقة من حلقات قصة موسى تليها إشارة الى أن الله قد أتى داوود الفضل وورثه سليمان من بعده ثم تليها قصة السلطان المبين ثم يلخص رسالة صالح الى ثمود وتليها قصة لوط وتدمير قومه ثم تأتي ختام السورة بالحمد لله والسلام على عباده الذين اصطفى ثم يذكر تعالى بأنه جعلهم خلفاء في الأرض ثم يؤكد على وحدانية الله و يكرر مستنكراً عبارة ( اله مع الله ) خمسة مرات .
النمل
علامته طس
القرءان
كتاب مبين
هدى ورحمة للمؤمنين
هدى وبشرى للمؤمنين
الفضل
نزلت على داوود
نزلت على أهل الكتاب
ورثها سليمان من بعد داوود
القصص
رقمها (28) طسم و هي الكتاب الحكيم و هي ضياء و هي رحمة و أنزلت على هارون و هي الحق.
سورة القصص هي الكتاب المبين حيث أن طسم هي علامة الكتاب المبين بدليل القصص قال تعالى:
طس ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (1)
اذاً سورة القصص التي علامتها طسم هي الكتاب المبين .
وسورة القصص هي الحق أيضاً بدليل القصص قال تعالى:
(2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3)
ونزلت لقوم يؤمنون.
سورة القصص هي ضيآء بدليل القصص قال تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ ۖ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71).
و الله هنا ربط كلمة ضياء بالسمع و في هذا اشارة
على من نزلت سورة القصص ؟
نجد الاجابة في سورة الانبياء قال تعالى:
(47) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ (48)
القصص
علامتها طسم
الكتاب المبين
ضيآء
الحق
نزلت على هارون
لقوم يؤمنون
سوره العنكبوت
رقمها (29) الم و هي الكتاب و اعطيت للأنبياء
العنكبوت = الم = الكتاب = أعطيت الى الأنبياء
إذا ذهبنا إلى بداية سورة البقرة التي تبدأ ب الم أيضاً نقرأ :
الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)
نلاحظ بأن هناك ثلاث نقاط فوق كلمة لا ريب و فوق كلمة فيه و هي علامة تعانق الوقف بحيث إذا وقف على أحد الموضعين لا يصح الوقوف على الآخر
إن تغير مكان الوقوف يغير المعنى تماماً ، فإذا قلنا ذلك الكتاب لا ريب ثم توقفنا عند كلمة ريب تكون الإشارة للكتاب و نحن نعلم أن الكتاب هو للناس و ليس للمؤمنين أو المتقين بل للناس كل الناس
و تكون الجملة التي تليها فيه هدى للمتقين .
أما إذا قلنا ذلك الكتاب لا ريب فيه وتوقفنا عند لفظ فيه و تكون الجملة التي تليها هدى للمتقين تكون الإشارة لكتاب المتقين و ليس للكتاب الذي هو للناس بل تكون الإشارة لكتاب المتقين
فإذا كانت الإشارة للكتاب الذي هو للناس فهو يشير الى سورة العنكبوت
و أما إذا كانت الإشارة لكتاب المتقين فتكون الإشارة لسورة لقمان
أي أننا نقرأ الآية على النحو التالي :
1 – ذلك الكتاب لاريب ( وقوف ) فيه هدىً للمتقين إشارة الى الكتاب الذي هو للناس و فيه هدىً للمتقين . و الذي هو سورة العنكبوت
2 – ذلك الكتاب لاريب فيه ( وقوف ) هدى للمتقين إشارة الى ( كتاب المتقين ) و ليس للكتاب
إن القراءتين المختلفتين تعطيان معنيين مختلفين وفي كلتا الحالتين نجد :
أ – الكتاب مفرد .
ب – معرف بأل التعريف .
ج – وهو كتاب بعيد بدليل اسم الإشارة ذلك .
أين هو الكتاب المعرف الذي يبدأ ب الم :
نحن نعلم أنه في المصحف يوجد ستة سور تبدأ ب الم :
البقرة , آل عمران , العنكبوت , الروم , لقمان , السجدة .
فأي واحدة من هذه الكتب التي تبدأ ب الم هو الكتاب ؟
1 – هي ليست سورة البقرة لأن اسم الإشارة ذلك هو للبعيد أي الإشارة ليست لسورة البقرة والله لم يقل هذا الكتاب لاريب فيه .
2 – هي ليست آل عمران لأن آل عمران هي بيان للناس و هدى وموعظة للمتقين .
3 – هي ليست لقمان لأن لقمان هي الكتاب الحكيم .
4 – هي ليست السجدة لأن الله يقول فيها بأنه أعطى الكتاب لموسى .
اذاً هي إما سورة الروم أو سورة العنكبوت .
إذا نظرنا إلى العنكبوت (47) :
(46) وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ ۚ
اذاً سورة العنكبوت هي الكتاب البعيد المشار اليه في سورة البقرة عندما قال تعالى (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) أي سورة العنكبوت هي الكتاب و فيه هدى للمتقين .
على من نزلت سورة العنكبوت ؟
نزلت على جميع الأنبياء كما مر معنا في (89) سورة الأنعام
ما هو تعريف الكتاب الذي هو سورة العنكبوت ؟
نجد التعريف في العنكبوت (49):
(48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ
اذاً سورة العنكبوت بالتعريف هي آيات بينات وأتت للذين أوتوا العلم .
ما هي الآيات البينات الموجودة في سورة العنكبوت والتي قال الله عنها أنها في صدور الذين أوتوا العلم ؟
1 – (13) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ (15) العنكبوت.
اذاً نجاة نوح من الطوفان هي ءاية في صدور الذين أوتوا العلم .
2 – فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24) العنكبوت.
اذاً نجاة إبراهيم من النار هي ءاية في صدور الذين أوتوا العالم .
3 – نجاة لوط وأهله وتدمير الله لقوم لوط وقول الله (34) وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35) العنكبوت و هي الآية الثالثة .
4 – والى مدين أخاهم شعيب (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37) العنكبوت.
اذاً قصة مدين وشعيب هي اية.
5 – عاد وثمود ومآلهما آيتان .
6 – وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40).
اذاً قارون وفرعون وهامان اية.
7 – خلق السماوات والارض بالحق ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ (44) العنكبوت.
اذاً خلق السماوات والارض هي اية
8 – (66) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67)
فكان يأتي الرسول و يرث من قبله.
إن الله تعالى نزل الكتاب بأشكال مختلفة حيث نسخت بعض هذه الآيات بمثلها أو بأفضل منها لذلك يقول تعالى:
۞ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)
فالنسخ هو إنزال الشيء بشكل مغاير لما جاء أول مرة وهذا لا يعني أن الله يغير دينه أو حكمه في الأمور بل هذا يدل على قدرة الله القادر على كل شيء
وسنرى بعد ذلك أن الكتاب أنزل بأشكال مختلفة فسورة العنكبوت هي الكتاب وأعطيت للأنبياء
وسورة الأنعام هي الكتاب وأعطيت لمحمد كما مر معنا
وسورة النحل هي الكتاب وأعطيت للمسيح كما مر معنا
و سورة الجاثية هي الكتاب و أعطيت لموسى و هكذا ( سنشرح ذلك عند الحديث عن سورة الجاثية )
العنكبوت
الم
هي الكتاب المشار اليه في سورة البقرة ب ذلك الكتاب لاريب
آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم
نزلت على الأنبياء
لقمان
رقمها (31) الم و الكتاب الحكيم و هي هدى و رحمة للمحسنين و نزلت على نوح عليه السلام
سورة لقمان هي الكتاب الحكيم و هي هدى و رحمة للمحسنين و علامتها الم بدليل لقمان:
الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ (3)
اذاً الم (لقمان) هو الكتاب الحكيم وهو هدى وهو رحمة ونزل على المحسنين .
من هم المحسنين الذين نزل عليهم سورة لقمان ؟
1 – نوح عليه السلام بدليل الصافات: (78) سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80)
2 – إبراهيم عليه السلام بدليل الصافات :(108) سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110)
3 – موسى و هارون عليهما السلام بدليل الصافات (120-121) :
(119) سَلَامٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ (120) إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (121)
4 – إلياس عليه السلام بدليل الصافات :(129) سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131)
يوسف عليه السلام بدليل يوسف (22):
(21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)
5 – نوح , داوود , سليمان , و أيوب و يوسف و هارون و موسى بدليل الأنعام (84):
(83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84)
بما أن لقمان الم هي للمحسنين فهي نزلت على نوح أولاً ثم ورثها الأنبياء المحسنين من بعده كما تبين معنا فحين يقول نوح عليه السلام في سورة هود :(27) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28)
معناها آتاني سورة لقمان و عميت عليكم لأن سورة لقمان هي رحمة
بدليل قال تعالى: (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ (3) لقمان.
هنا لا بد لنا من شرح معنى ( الهدى )
قلنا بأن
الم ( لقمان ) هي ءايت الكتاب الحكيم
و في سورة يونس قلنا أن
الر ( يونس ) هي ءايت الكتاب الحكيم
و نحن نعلم أن مجموعهما أي سورة يونس + سورة لقمان هو الهدى بدليل الزمر: (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)
أي أن هدى الله هي كتب ثنائية متشابهة و الم هي آيات الكتاب الحكيم متشابهة مع الر التي هي آيات الكتاب الحكيم و لقد مر معنا في البقرة (120) قال تعالى: ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ
والهدى أعطي لموسى بدليل غافر قال تعالى: (52) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَىٰ وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) هُدًى وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54)
أي آتينا موسى الكتب الثنائية ( الهدى) التي هي :
الم تلك آيات الكتاب الحكيم (لقمان) + الر تلك آيات الكتاب الحكيم (يونس)
وهذا يفسر لنا قوله تعالى: ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) الأنعام.
أي لجمعهم على سورة لقمان وسورة يونس ولكن الله لايريد أن يجمعهم على الهدى الذي هو كتب ثنائية وإنما سيجمعهم على القرآن الذي هو ثلاثي لأن القرآن بالتعريف هو بينات من الهدى و الفرقان
(184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ البقرة
الهدى هي كتب ثنائية + الفرقان = ثلاثة كتب
لقمان
آيات الكتاب الحكيم
هدى ورحمة للمحسنين
نزلت على نوح
ثم ورثها النبيين من بعده
السجدة
رقمها (32) و هي الحق لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك و المخاطب هارون عليه السلام.
تؤكد سورة السجده أن تنزيل الكتاب من رب العالمين.
المشار إليه هنا أنه الكتاب هو سورة العنكبوت كما مر معنا عند الحديث عن سورة العنكبوت التي أوحيت لموسى
و تعرف سورة السجده بأنها الحق بدليل السجده قال تعالى:
(2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۚ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3)
المخاطب في سورة السجده هو هارون عليه السلام بدليل
1 – (22) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ ۖ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) السجده.
نحن نعلم أن الذي ذهب للقاء موسى هو هارون عليهما السلام
و أن محمد عليه السلام لم يذهب للقاء موسى .
2 – (23) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) السجده.
نحن نعلم أن المشار إليه ب قوم يوقنون هم قوم موسى و هارون انظر (20) الجاثية عند الحديث عن سورة الجاثية و التي هي بصائر للناس و أعطيت لموسى و قال عنهم قوم يوقنون و الذين جعل منهم أئمة يهدون بأمر من الله هم بني اسرءيل
3 – (24) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25)
نحن نعلم أن الذين اختلفوا هم أتباع موسى الذين اختلفوا بالكتاب بدليل :(109) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (110) هود.
فهذه الأدلة و غيرها الكثير تدل بوضوح و بدون غبش أن المخاطب هو هارون عليه السلام
سورة السجدة هي الحق
تؤكد أن تنزيل الكتاب ( سورة العنكبوت )من الله
أنزلت على هارون و قومه الذين لم يأتهم نذير من قبل
الأحزاب
رقمها (33)
هي فضل كبير و المخاطب هو محمد ﷺ
هي فضل كبير بدليل الأحزاب: (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47)
في سورة الأحزاب المخاطب هو النبي محمد ﷺ.
لو نظرنا إلى الأية (7) لوجدنا أنه يعدد أنت ثم نوح و إبراهيم و موسى و عيسى عليهم السلام ، أنت أي الذي جاء بعد عيسى المسيح و هو محمد عليهما أفضل السلام
انظر لما جاء في الأحزاب (44) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46)
والنبي الذي هو شاهد ومبشر ونذير و سراجاً منيراً هو النبي محمد ﷺ كناية عن النور الذي جاء معه و هو أم الكتاب.
ثم يتكلم عنه بالإسم قال تعالى: (39) مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)
ثم يتكلم عن نساء الرسول (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ
ثم يتكلم عن زواجه من زوجة ابنه بالتبني بعد طلاقهم كل ذلك يشير أن المخاطب هو محمد ﷺ
ثم يبين أحوال الزواج و الطلاق و إبطال النبي لفكرة التبني .
ومفهوم الساعة و تساؤل الناس عنها
تنتهي السورة برسم صورة لدور و مسؤولية الإنسان في إقامة شرع الله و مملكة الله على الأرض و إتباع المنهج الذي يقرره دون التلفت إلى أي توجيه آخر فالله الواحد يوجه البشر ليخضعوا لناموس واحد فيه صلاحهم و نجاحهم ثم يوجه الرسول بأن لا يهتم إن كان الناس معه أو عليه فالتوكل على الله في ثقة و طمأنينة
ويقين .
الأحزاب
هي فضل
نزلت على محمد ﷺ
الكتاب
ما هو الكتاب ؟
نزلت كلمة الكتاب كصيغة مفردة معرفة مرات عديدة في المصحف وهي مختلفة عن كلمة كتاب غير المعرفة فما المقصود ب الكتاب وعلى من نزل الكتاب ؟
في سورة الأنعام (82 _ 89 ) يعدد الله 18 نبياً ثم المخاطب ( محمد )
إبراهيم , إسحق , يعقوب , نوح , داوود , سليمن , أيوب , يوسف , موسى , هارون , زكريا , يحيى , عيسى , إلياس , إسمعيل , اليسع , يونس , لوط عليهم جميعا أفضل السلام ثم يقول تعالى :
(88) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89)
و إذا نظرنا إلى سورة الرعد نجد قال تعالى: المر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ۗ
و أنزل هذا الكتاب الذي هو المر على نوح عليه السلام ثم نسخ الكتاب و جعله حكما بدليل قوله تعالى (36) وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ الرعد
و هنا لا بد لنا أن ندرك قوله تعالى في البقرة:
۞ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107)
و النسخ لا يعني أن الله حرم شيئاً ثم أحله بل بدأ ينزل الكتاب ثم ينسخه فينزل الكتاب بأشكال أخرى مشابهة للأولى و متممة لها و تفسر بعضها بعضا لذلك قال عنها كتب قيمة أي تشرح و تبين بعضها بعضاً فالله قيوم و كتبه قيمة حيث أن لكل أجل كتاب انظر في قوله تعالى بسوره الرعد: ۗ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)
ثم بعد ذلك نزل الكتاب في سورة الحجر بدليل قوله تعالى: الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ (1)
و نزل على إبراهيم و لوط ثم جاء بعد ذلك الكتاب لموسى عليه السلام قال تعالى: حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2).
سورة الجاثية كما سيتبين معنا عند الحديث عن سورة الجاثية بعد ذلك نسخ و أنزل لأنبياءه في العنكبوت الم بعدها نسخ الكتاب و أنزل على زكريا كهيعص و قال و اذكر في الكتاب ثم جاء الكتاب في سورة النحل للمسيح عليه السلام ثم في الأنعام لمحمد ﷺ كما تبين معنا عند الحديث عن سورة الأنعام و هكذا نسخ الكتاب و أنزل بأشكال مختلفة لتشكل الصحف المطهرة فيها كتب قيمة و هي التي بين أيدينا و نسميها المصحف الشريف حيث قال: (26) وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) لقمان.
و هكذا نسخ الكتاب و أنزل بأشكال مختلفة و كل هذه الأشكال لا تزال بين أيدينا و هذه الكتب لا تستطيع أن تحذف منها أو تضيف عليها فكل كتاب يشهد له كتابين أو أكثر و هكذا هي مترابطة و متكاملة و سيتبين لك ذلك عند الحديث عن السباعيات المتكررة في المصحف الشريف و لكن يبقى الكتاب و تعريفة ءايت في صدور الذين أوتوا العلم و هكذا بدل ءاية مكان ءاية مثلها أو أفضل منها و هذا هو معنى النسخ الذي يختلفون فيه فالله سبحانه لا يأتي بحكم ثم يغيره حيث قال و لن تجد لسنت الله تبديلا و لن تجد لسنت الله تحويلا .
سوره يس
رقمها (36) وهي ذكر و قران مبين و نزل على نوح عليه السلام.
يس = ذكر = قرءان مبين المخاطب هو نوح
ما هو تعريف سورة يس ؟
نجد الإجابة في يس (69) :
ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ (69)
أما القرآن الحكيم فهو كناية عن الكتاب الحكيم والذي قلنا سابقاً أنها سورة لقمان
إن سورة لقمان وسورة يس أنزلتا على نوح عليه السلام
قلنا سابقا أن سورة الرعد هي الحكم الذي نزل على نوح وكذلك سورة الزمر وهذا معنى قول نوح (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62) أي أبلغكم :
الرعد , لقمان , يس , الزمر .
إذاً يس هو كتاب أنزل على نوح عليه السلام وهو ذكر وقرءان مبين .
من أين استدللنا أن المخاطب في سورة يس هو نوح عليه السلام ؟
إذا نظرنا في سورة يس نجد ما يلي :
أولاً: (5) لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)
قال الله عن المسلمين: ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ (78) الحج
ثانياً: (10) إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)
قال الله عن سورة يس: ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ (69) يس.
ثالثاً: (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31)
لاحظ هنا لم يذكر أسماء الذين كانوا في هذه القرون
رابعاً: (32) وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36)
خامساً: (32) وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40).
سادساً: وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42).
سابعاً: (45) وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46)
لاحظ هنا الأيات كلها مختلفة عن الأيات مثل الأقوام السابقة و ما مر معهم مثل قوم نوح و إبراهيم و هود و صالح و لوط و غيرهم كل ما سبق يوحي أن المخاطب هنا هو نوح عليه السلام حيث أنه أول المرسلين المخبر عنهم في المصحف الشريف : (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) البقرة.
تبدأ سورة يس ب :
يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) كما تبدأ رسالة المرسلين بأحرف مقطعة تدل على كتب , لذلك قال تعالى :
(2) كَذَٰلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) الشورى.
بعد ذلك تؤكد للمخاطب ( نوح عليه السلام ) إنك لمن المرسلين وبأنه على الصراط المستقيم وبأن يس هي تنزيل من العزيز الرحيم لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون.
وفي يس هناك وصف لفريق المكذبين الذين يتجاوزون الموعظة بالتهديد والوعيد ويردون على الدعوة بالتكذيب ويطغوا في وجه الهداية والرحمة ووصف لفريق المستجيبين الذين يتبعون الذكر ( سورة يس ) وبأن هؤلاء المستجيبين هم على صراط مستقيم وناجون من عذاب قادم . ثم يذكرهم بالعهد الذي أخذه معهم إذ يقول تعالى:
(59) ۞ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) و هو العهد الذي أخذه من ادم عليه السلام.
ثم يأتي تهديد الله ووعيده بأن جهنم التي وعد بها الكافرون هي المأوى .
ثم يضرب لنا مثلا الإنسان الذي ينسى من خلقه و يتساءل من يحي العظام و هي رميم .
يس
ذكر وقرآن مبين
نزلت على نوح عليه السلام
سوره ص
رقمه (38) ، كتاب مبارك ليدبروا ايته و ليتذكر أولوا الألباب ، وهو رزق و ذكر للعالمين ، أنزل على داوود ثم أنزل على مريم عليها السلام.
ص = كتاب أنزلنه إليك مبرك ليدبروا ءايته وليتذكر أولوا الألباب
بدليل ص (29) :
(28) كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)
وهو أيضاً ذكر بدليل ص :(48) هَٰذَا ذِكْرٌ ۚ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49)
كذلك هو ذكر للعالمين بدليل ص: (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88).
وهو رزقنا بدليل ص: (53) إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ (54)
اذاً ص بالتعريف هو كتاب ليتذكر أولو الآلباب و هو ذكر للعالمين و هو أيضاً رزق الله الذي ليس له نفاذ .
على من نزلت ص؟
عندما نقرأ سورة ص آية (12-14) نجد: (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَٰئِكَ الْأَحْزَابُ (13)
كلمة قبلهم تدلنا على أن المخاطب أتى بعدهم
ثم يأتي الخطاب مباشرة فيقول يا داوود
إذا نظرنا إلى سياق سورة ص نجد أن المشار اليه هو داوود عليه السلام بدليل ص (26):
(25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ
وبعد أن يتحدث الى داوود يقول مخاطباً له مرة ثانية قال تعالى: (28) كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)
أي أن ص و القران ذي الذكر كتاب أنزل على داوود.
إن سياق الآيات يخبرنا أن سليمان قد ورثه من بعده , ثم يذهب سياق الآيات إلى الحديث عن أخبار أيوب و إبراهيم و إسحق و يعقوب و إسماعيل و اليسع و ذي الكفل و بعد أن يستعرض هؤلاء الأنبياء يقول بأن ( هذا ذكر ) ثم يقول ( هذا رزقنا ) إشارة لكتاب ص و نحن نعلم أن الرزق نزل على مريم بدليل آل عمران (37) :
(36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)
أي كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها كتاب ص والقرآن ذي الذكر ثم و جد عندها كتب أخرى و سنأتي على البقية لاحقاً
ما هو موضوع سورة ص ؟
تعالج السورة قضية التوحيد وقضية الوحي وقضية الحساب والناجين من العذاب وتعرض ذلك في عدة أشواط:
1 – قضية الذين كفروا بربهم بعد أن جاءهم نذير وقال الكافرون هذا ساحركذاب أي تعرض قصة موسى لأننا نعلم أن الذي أتهم بأنه ساحر كذاب هو موسى عليه السلام .
2 – تتحدث عن قصة أيوب عليه السلام و ابتلاء الله للمخلصين من عباده بالضراء وصبر أيوب
3 – يقول بأنه ﷺ ذكر للعالمين .
ص هو كتاب و ذكر للعالمين
رزقنا
نزلت على داوود ورثه سليمان و أنزل على مريم
سوره الزمر
رقمها (39) و هي الحق و أنزلت السورة لنوح عليه السلام.
الزمر هي الحق والمخاطب هو نوح عليه السلام .
تبدأ سورة الزمر ب :
تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (2)
هذه الآية تشبه معادلة رياضية فيها مجاهيل عديدة ، من هو المقصود ب أنزلنا (إِلَيْكَ)
و ما هو المقصود بكلمة الكتاب: (104) إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ
و ما هو المقصود بكلمة الحق (104) إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
كلمة إليك المخاطب هنا مجهول و حتى يصبح المخاطب معلوما يجب أن نقرأ سورة الزمر كلها و نلاحظ أنه لا يوجد ذكر لإسم أي نبي أو رسول في سورة الزمر و لكن بالتدقيق نجد أن سورة الزمر تحتوي على كلمة قل و هي فعل أمر و لقد وردت 14 مرة و في كل مرة يكون الأمر مختلفاً و سنستعرض ذلك :
قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) الزمر (11–12)
إذا نظرنا من هو الرسول الذي استجاب لفعل الأمر قل نجده نوح عليه السلام مما يدل أنه هو المخاطب في السورة انظر كيف يستجيب نوح عليه السلام لفعل الأمر فيقول: ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72) يونس.
في سورة الزمر نجد: ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38) فإذا بحثنا من الذي أعطي رحمة من ربه فنجد أنه نوح عليه السلام انظر هود: (27) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28)
أيضاً في سورة الزمر (39-40) نجد فعل الأمر: (38) قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (40)
و في سورة هود (39) نجد أن الرسول الوحيد الذي استجاب لفعل الأمر قل هو نوح عليه السلام انظر إلى قول نوح عليه السلام: ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (40)
حيث أن نوح هو النبي الوحيد الذي استجاب لفعل الأمر قل الموجودة في سورة الزمر و المكررة (14) مرة وهذه مجرد عينات تدل بكل وضوح أن النبي المخاطب في سورة الزمر هو نوح عليه السلام
أضف إلى ذلك أنك ترى عدم ذكر اسم نبي أو رسول بالسورة مما يدل أن المخاطب هو نوح عليه السلام أيضاً.
بعد أن وجدنا المجهول الأول وهو المخاطب هناك مجهول آخر علينا إيجاده وهو كلمة الكتاب فما هو هذا الكتاب الذي أنزل على نوح .
نذهب الى سورة الرعد لنقرأ: المر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ۗ
إذاً علامة الكتاب الذي أنزل على نوح هي أحرف المر وهي سورة الرعد .
المجهول الثالث هو كلمة الحق
نقرأ سورة الرعد فنجد: المر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ۗ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ
إذاً أنزل على نوح : الكتاب + الحق
الكتاب هو المر (الرعد) والحق هو الذي أنزل وهو سورة (الزمر)
إذاً نوح أنزل عليه :
الرعد = الكتاب
الزمر = الحق
هل سورة الرعد والزمر هما اللتان أنزلتا على نوح فقط أم أن هناك كتب ورسالات أخرى ؟
إذا قرأنا الأعراف (62) يقول نوح :
(61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62)
كلمة رسالات تدل على أنه أنزل على نوح أكثر من سورة الرعد والزمر لأن كلمة رسالات هي جمع والجمع يدل على ثلاثة أو أكثر فما هي الرسالة الثالثة التي نزلت على نوح وكيف نجدها ؟
إذا قرأنا سورة التوبة (70):
(69) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70)
من هذه الأية نستدل على أن البينات أنزلت على نوح فما هي البينات؟
نقرأ سورة الحج آية (16): وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ (16)
كلمة أنزلناه تشير إلى المجهول حرف الهاء هنا عائدة أو تشير إلى سورة الحج .
وكذلك أنزل عليه ذكر بدليل أنه قال في الزمر (22) : ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (22)
فأين هو ذكر الله؟ نحن نعلم بأن سورة يس هي ذكر وقرءان مبين بدليل يس: ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ (69)
إذاً الكتب التي أنزلت على نوح من المصحف هي : سورة الرعد + سورة الزمر + سورة الحج + سورة يس + سورة لقمان و التي هي الرحمة كما مر معنا عند الحديث عن سورة لقمان
سوره غافر
رقمها (40) وهي رزق و نزلت على مريم عليها السلام
سورة غافر هي رزق وأوحيت لمريم بدليل غافر:
(12) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا ۚ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ (13)
إذا الرزق الذي نزل من السماء هو سورة غافر
على من نزلت سورة غافر و التي هي رزق ؟
نقرأ آل عمران:
(36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)
والرزق الذي وجده زكريا عند مريم هو سورة غافر .
سورة غافر ألقاها الروح الى مريم بدليل غافر:
(14) رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15)
وفي آية أخرى يخبرنا الله بأن الروح كان يتمثل لمريم بشراً سوياً و أن الروح كانت تذهب لمريم على هيئة بشر والروح هي التي أعطت (الرزق) سورة غافر لمريم وهذا ما وجده عندها زكريا حين دخل عليها المحراب .
غافر ، رزق ، نزلت على مريم ، القاها الروح
سوره فصلت
رقمها (41)
حم ، كتاب فصلت ءايته قرءانا عربيا لقوم يعلمون بشيراً و نذيراً ، هدى و شفاء للذين ءامنوا ، قرءان عربي و أعجمي
سورة فصلت هي حم
يعرف الله حم فيقول
حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) فصلت
ثم يعرف الله حم مرة ثانية في الأية (44) فيقول:
(43) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ
على من نزلت سورة فصلت ؟
الإشارة الأولى تقول: أنه أنزل لقوم يعلمون و نحن نعلم أن الله سبحانه وصف قوم محمد بأنهم قوم أميون .
و نحن نعلم أن قوم يعلمون هم قوم موسى و هارون.
الإشارة الثانية : سورة فصلت هي الكتاب مفصلاً والكتاب مفصلاً أنزل على موسى
الإشارة الثالثة : سورة فصلت هي هدى و شفاء كما مر معنا في الأية (44) و كذلك مر معنا سابقا أن سورة يونس هي هدى و شفاء
وكما قلنا سابقاً فإن الهدى هي الكتب الثنائية بدليل الزمر: (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)
أي المثاني هي هدى الله .
اذاً سورة فصلت هي إحدى المثاني لأنها هدى و شفاء و سورة يونس هي أيضاً هدى و شفاء و مجموعهما هو الهدى
و قد مر معنا سابقاً قول الحق سبحانه: (52) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَىٰ وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) غافر
إذاً : سورة فصلت + سورة يونس هي الهدى الذي نزل على موسى .
فصلت ، كتاب فصلت آياته ، قرآنا عربيا لقوم يعلمون ، بشيراً ونذيراً ، هدىً وشفاء للذين آمنوا ، قرآن عربي وأعجمي ، نزلت على موسى ، دلت على القسم الأول من المثاني ( الهدى) فصلت + يونس
سوره الشورى
رقمها (42) ، أم الكتاب ، وهي روح ، و نور ، وهي قرءاناً عربياً ، لتنذر أم القرى ومن حولها و لتنذر يوم الجمع ، نزلت على محمد ﷺ
سورة الشورى هي أم الكتاب وهي حم عسق وهي روح وهي قرآناً عربياً وهي نوراً لتنذر أم القرى و من حولها و لتنذر يوم الجمع
1 – سورة الشورى هي أم الكتاب بدليل الزخرف (4) + الشورى (51)
ففي سورة الزخرف يقول الله سبحانه: (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)
أي أن صفة الله في أم الكتاب هي “لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ”
إذا بحثنا في المصحف أين وردت كلمة علي حكيم كصفة لله نجدها في سورة الشورى: (50) ۞ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)
إذاً سورة الشورى هي أم الكتاب .
2 – هي روح و هي نور بدليل الشورى: وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52)
3 – هي قرءاناً عربياً بدليل الشورى: (6) وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)
إن الله يشير إلى سورة الشورى ب و كذلك أوحينا إليك قرءاناً عربياً و ذلك لتنذر أم القرى و من حولها
من هو المخاطب في سورة الشورى و التي هي أم الكتاب و على من أنزلت؟
المخاطب هو النبي محمد ﷺ بدليل الأعراف: (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)
إذاً سورة الشورى هي النور و الرسول النبي الأمي الذي أتى معه النور (سورة الشورى) هو محمد ﷺ
تتوسع السورة في الحديث عن حقيقة الوحدانية وترسم في النفس البشرية خط الوجدانية واضحاً بارزاً ثم يعرض صفات المؤمنين والظالمين ومصيرهم ومآلهم الى الجنة أو الى السعير وتشير السورة بأنها قرءاناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع الذي لاريب فيه ويوم الجمع هو يوم التغابن بدليل التغابن: (8) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ۗ
الشورى ، حم عسق ، أم الكتاب ، قرآنا عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع ، نور ، روح ، أوحيت لمحمد ﷺ
الزخرف
رقمها (43) ، ذكر ، أعطي ليحيى عليه السلام
تبدأ سورة الزخرف: حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)
أي أن سورة حم (فصلت) أضيفت إلى الكتاب المبين (سورة يوسف) و أصبحت قرءاناً عربياً و لقد
مر معنا سابقاً عند الحديث عن سورة يوسف أن: الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)
أي أن حم (فصلت) أضيفت إلى (سورة يوسف) و التي هي الكتاب المبين و أصبحت قرءاناً عربياً
على من نزلت حم (سورة الزخرف) و الكتاب المبين (سورة يوسف)
عندما نقرأ سورة الزخرف نجد بأن المخاطب هو يحيى عليه السلام بدليل الزخرف: (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ (56) ۞
فمن هم السلف؟
و من الأخرين؟
إن السلف هم قوم موسى الذين لم يؤمنوا و القسم الثاني هم الذين لم يؤمنوا في زمن داوود و عيسى و الله تعالى سوف يجمع (السلف) و الذين أتوا بعدهم (الأخرين) في يوم الجمع الذي هو يوم التغابن.
أي أن المخاطب سلفه هو النبي موسى و الذي أتى بعد موسى و كان في زمن المسيح هو يحيى عليه السلام .
الدليل الثاني على أن المخاطب هو يحيى عليه السلام.
في سورة الزخرف: (56) ۞ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ (59)
كلمة قومك هنا لا يمكن أن يكون المخاطب محمد ﷺ و كلنا نعلم من الذي صد و رفض المسيح هم بني إسرءيل
و عندما يقول قومك منه يصدون المخاطب هو أحد الأنبياء المعاصرين للمسيح ، و النبي المعاصر للمسيح هو يحيى عليه السلام و الذين قالوا ءألهتنا خير أم هو هم بني إسرءيل و الذي كان يحيى عليه السلام متواجداً بينهم و شهد للمسيح عليه السلام .
و كلمة إن هو إلا عبد أنعمنا عليه و جعلناه مثلاً لبني اسرءيل تشير الى عيسى عليه السلام
في سورة الأنبياء التي هي ذكر للمتقين و أعطيت لموسى و هارون كما مر معنا عند الحديث عن سورة الأنبياء: (9) لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)
فأين هو ذكر بني اسراءيل المشار إليه في سورة الأنبياء ؟
سورة الزخرف تجيب على هذا السؤال في الأية: (42) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)
إذاً سورة الزخرف أوحيت ليحيى عليه السلام و هي ذكر له و لقومه.
الزخرف ، ذكر ، أنزل على يحيى عليه السلام
سوره الدخان
رقمها (44) ، هي حم ، أضيف إليها الكتاب المبين (طسم) فأصبحت رحمة من ربك ، أعطيت لموسى
تبدأ سورة الدخان ب: حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3)
إذاً حم ( سورة الدخان ) + طسم ( سورة الشعراء و سورة القصص ) التي هي ( الكتاب المبين ) كما مر معنا
سابقاً أن طسم ( الشعراء ) وطسم ( القصص ) هي الكتاب المبين بدليل
الشعراء: طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)
و بدليل القصص: طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)
اذاً حم (الدخان) + طسم (الشعراء) + طسم ( القصص) = رحمة من ربك
بدليل الدخان: (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)
أنزله الله في ليلة مباركة (ليلة القدر)
بدليل سوره القدر قال تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)
نحن نعلم أن سورة الشعراء و سورة القصص نزل على موسى و هارون (عند الحديث عن الشعراء و القصص)
من المخاطب في سورة الدخان؟
يبدوا واضحاً جلياً أن المخاطب في سورة الدخان هو موسى عليه السلام بدليل:
1 – جاء العذاب لفرعون و من معه فقالوا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون ثم أخلفوا بعد أن رفع العذاب عنهم
بدليل الأعراف: (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ۖ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135)
2 – قال تعالى: وَأَن لَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (19) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ (20) وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَٰؤُلَاءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ (22) الدخان
نحن نعلم أن الذي جاء بالسلطان المبين هو موسى بدليل هود قال تعالى: (95) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (96) إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ ۖ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97)
3 – قال تعالى: (22) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا ۖ إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ (24) الدخان
و نحن نعلم أن فرعون و جنوده هم الذين اغرقوا في اليم بدليل: وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ (79) طه
إذا موسى و من معه قطعوا البحر ثم أغرق جنود فرعون و موسى هو الذي أرسل لينجي بني إسرءيل من عذاب فرعون
4 -إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين و نحن نعلم أن يوم الفصل هو يوم الجمع بدليل المرسلات: (37) هَٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ۖ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38)
5 – يقول سبحانه: (57) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ (59) الدخان.
كل هذه الأدلة السابقة تدل بكل و ضوح أن المخاطب في سورة الدخان هو موسى عليه السلام
إن المخاطب في سورة الدخان يتجلى واضحا في سياق الآيات إذ أن المتحدث هو موسى بدليل سورة الدخان:
الدخان ، حم ( الدخان ) + الكتاب المبين ( الشعراء و القصص ) ، أنزل في ليلة مباركة هي ليلة القدر ، رحمة من ربك ، نزلت على موسى عليه السلام.
سوره الجاثية
رقمها (45) ، حم ، هي هدى ، بصائر للناس و هدى و رحمة لقوم يوقنون و هي الكتاب الذي نزل على موسى عليه السلام.
تبدأ سورة الجاثية بأحرف حم: حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)
1 – حم (الجاثية) هي هدى بدليل الجاثية (11) حيث يشير الله الى سورة الجاثية و يقول: (10) هَٰذَا هُدًى ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ (11) ۞
2 – حم (الجاثية) هي بصائر للناس و هدى و رحمة لقوم يوقنون بدليل الجاثية: (19) هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)
على من نزلت حم (سورة الجاثية)؟
3 – سورة الجاثية نزلت على موسى و هي الكتاب بدليل القصص: (42) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَىٰ بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43)
ما موضوع كتاب حم (الجاثية)؟
تبين السورة الأمر الذي اختلف فيه ، نحن نعلم أن الله قال في سوره فصلت: (44) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ۗ
فلما قال الله تعالى بسوره الجاثيه: قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) و كان ذلك الغفران صعباً على أتباع موسى لأنهم كانوا يسومونهم سوء العذاب يذبحون أبناءهم و يستحيون نساءهم و لهذا اختلف أتباع موسى بالكتاب , ثم اختلفوا بعد ما جاءهم العلم حيث قالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا و رفضوا الحساب و الحياة الآخرة ، هنا لابد من تنويه لماذا ذكر الله بأن بصائر للناس هي لقوم يوقنون لأنه حين أخذ موسى معه سبعين رجلاً لميقات الله فأخذتهم الصعقة هناك ثم قال موسى ربنا لو شئت لأهلكتهم و إياي فأوقنوا هناك
يشير كتاب حم (سورة الجاثية) إلى بني إسرءيل بأنهم قالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ثم يخبرنا الله عن سبب عدم تدمير بني إسرءيل بكفرهم فيقول: (25) قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26) الجاثية.
الجاثية ، حم ، هدى ، بصائر للناس و هدى و رحمة ، لقوم يوقنون ، نزلت على موسى
سوره الأحقاف
رقمها (46) ، حم ، لينذر الذي ظلموا ، بشرى للمحسنين ، بلاغ ، نزل على إبراهيم عليه السلام و هو كتاب مصدق.
سورة الأحقاف هي حم وهي بشرى للمحسنين بدليل الأحقاف: ۚ وَهَٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ (12)
إن الله يشير إلى سورة الأحقاف باسم الإشارة هذا و يقول بأنه كتاب مصدق لساناً عربياً و بشرى للمحسنين وظيفة هذا الكتاب لينذر الذين ظلموا .
سورة الأحقاف هي بلاغ بدليل الأحقاف: ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)
سورة الأحقاف هي بشرى بدليل الأحقاف: (11) وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ وَهَٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ (12)
و إبراهيم هو من المحسنين بدليل الصافات: (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)
ابراهيم من المحسنين وسورة الأحقاف بشرى للمحسنين إذاً الأحقاف نزلت على إبراهيم
قلنا أن حم هي بشرى وبشرى نزلت على إبراهيم بدليل هود: (68) وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ
إذا نظرنا إلى الأية (10) من الأحقاف يقول تعالى: (9) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)
أي أن الله أنزل مثل سورة الأحقاف على بني إسرءيل فما هو الكتاب الذي هو مثل كتاب حم (الأحقاف) و الذي أنزل على موسى؟
قلنا سابقا أن سورة إبراهيم هي (الذكر) أنزلت على موسى و هو مثل سورة الأحقاف التي نزلت على إبراهيم فسورة الأحقاف هي بلاغ بدليل الأحقاف (35) “ ۚ بَلَاغٌ ۚ ” و هو لينذر به.
وسورة إبراهيم هي بلاغ بدليل إبراهيم: (51) هَٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ
الأحقاف
حم
بشرى للمحسنين
لينذر الذين ظلموا
بلاغ
نزلت على إبراهيم
محمد
رقمها (47) سورة محمد تشير إلى رضوان الله الذي هو سورة آل عمران و التي نزلت على المسيح عليه السلام
السورة تقسم الناس إلى فريقين:
1 – فريق اتبع الحق .
2 – فريق اتبع الباطل .
السورة تحدد مصير كلا الفريقين وتدعوا لتدبر القرآن وتظهر أن الذين ارتدوا من بعد ما تبين لهم الهدى الذي أنزل على موسى قد سول لهم الشيطان وأملى لهم وبذلك اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط الله أعمالهم .
(34) فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) محمد.
تحث سورة محمد على قتال الذين كفروا من بني اسرائيل وكان المسيح يدعوا حينها للتأهب للقتال لذلك قال:
ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم (38) محمد.
ثم جاء التهديد بعدها و هذا التهديد جاء عقب أن قال الذين كفروا من بني اسراءيل سنطيعكم في بعض الأمر انظر (25–26) محمد
(24) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ۙ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ (25) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ۖ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26)
سورة محمد تحث على القتال في سبيل الله وتصور الجنة بشكل يشابه صورة الجنة في سورة الرعد (35)
محمد
تشير الى رضوان الله
رضوان الله هي سورة آل عمران التي نزلت على المسيح
و تشير السورة أن المخاطب هو المسيح عليه السلام بالتهديد للذين كفروا من قومه.
الحجرات
رقمها (49) و هي نعمة من نعم الله و فضل من الله و أنزلت لمحمد ﷺ
سورة الحجرات هي فضل من الله وهي نعمة والمخاطب فيها هو النبي محمد بدليل الفتح (29) والحجرات (8) :
الفتح (29) قال تعالى:
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ
نربط الفتح (29) بالحجرات (8):
(7) فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8)
أي أن الحجرات هي فضل من الله و نعمة أخبرنا الله في سورة الحجرات أن فضل من الله نزلت على محمد ﷺ.
حين يقول تعالى في الفتح (29) يبتغون فضلاً من الله أي سورة الحجرات و رضواناً أي يبتغون ما أتى في سورة آل عمران و التي هي الرضوان كما مر معنا
ق والقرءان المجيد
رقمها (50) وهي رزق للعباد و نزلت على شعيب ثم على مريم عليها السلام
تبدأ سورة ق ب ق والقرءان المجيد.
علمنا سابقاً من سورة البروج أنها القرءان المجيد وأنها أنزلت على شعيب الآن نود أن نعرف ما هي ق
ق = رزقاً للعباد بدليل ق :
(10) رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ ۖ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ الْخُرُوجُ (11)
المخاطب في ق هو شعيب انظر الحجر (78 – 79) :
(77) وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ (79)
إنهما عائدة على قوم لوط و أصحاب الأيكة (قوم شعيب)
ثم انظر الحجر قال تعالى :
(89) كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91)
عضين أي مجزء و مفرق.
ثم أنظر الأعراف قال تعالى:
(91) الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۚ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ (92)
ثم أنظر البقرة:
(26) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)
نستنتج مما سبق أن المخاطب في سورة ق هو شعيب
دليل آخر :
إن الذين كذبوا من قبلهم هم :
قوم نوح , أصحاب الرس , ثمود و عاد , فرعون و إخوان لوط و أصحاب الأيكة و قوم تبع .
أصحاب الأيكة و قوم تبع هم الذين أرسل إليهم شعيب .
دليل آخر : انظر لقول شعيب عليه السلام في سورة هود قال تعالى:
(87) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)
لاحظ كيف يستعمل كلمة رزقني منه رزقاً حسناً.
بعد شعيب نزلت سورة ق على مريم بدليل قوله تعالى آل عمران :
ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)
إذاً سورة ق هي الرزق الذي وجده زكريا عند مريم .
وأخيراً يقول ذكر بالقرءان من يخاف وعيد مشيراً الى القرءان المجيد الذي هو سورة البروج .
ق ، رزقاً للعباد ، أوحيت لشعيب ، وأوحيت لمريم
سورة النجم
رقمها ( 53 ) سورة النجم هي نذير وهي من النذر الأولى بدليل النجم قال تعالى:
(55) هَٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَىٰ (56)
إن الله يشر إلى سورة النجم بإسم الإشارة هذا ويقول بأن سورة النجم هو نذير من النذر الأولى
وسورة النجم هي بينة ما في الصحف الأولى (صحف إبرهيم وموسى) بدليل النجم قال تعالى:
(35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ (38) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ (41)
المخاطب في سورة النجم هو موسى بدليل النجم:
ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ (23)
نحن نعلم أن الهدى أعطي لموسى بدليل غافر:
(52) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَىٰ وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53)
النجم
نذير من النذر الأولى
بينة ما في الصحف الأولى صحف ابراهيم وموسى
نزلت على موسى
سورة القمر
رقمها (54) و هي سلطان مبين والسلطان المبين أعطي لموسى ولسليمان من بعده.
الدليل على أن السلطان المبين نزل على موسى هود قال تعالى:(95) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (96) إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ ۖ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97)
دليل آخر أن السلطان المبين أعطي لموسى و هارون (45 – 46) المؤمنون قال تعالى:
(43) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ ۖ كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ ۚ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ۚ فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ (44) ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (45) إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46)
ثم أعطي لسليمان بدليل النمل (40):
( ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ)
نقرأ الآيات من ( 20 – 40 ) من سورة النمل قال تعالى:
(19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26) ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40).
في هذه الآيات من سورة النمل إشارة أو عبارة ( قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ ) وفي سورة القمر (50) عبارة :وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) فالذي عنده علم بالكتاب يعلم أن أمر الله يكون كلمح البصر و هي إشارة للسلطان المبين الذي هو سورة القمر
إن الإشارة التي تحكي عنها سورة النمل قال تعالى: (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ
كان يعلمها الذي عنده علم من الكتاب ( من سورة القمر ) التي تقول :وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)
إذاً السلطان المبين الذي سيأتي به عفريت من الجن كلمح البصر هو سورة القمر ولقد وعد العفريت سليمان أن يحضره قبل أن يرتد إليه طرفه .
دليل آخر: إن الله أعطى السلطان المبين (سورة القمر) لموسى ثم قال أن النبي الذي سيأتي بعده سوف يرثه انظر البقرة قال تعالى:(247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (248).
الذي أتى بعد موسى هو سليمان و ما تركه موسى في التابوت هو السلطان المبين (سورة القمر) و حملته الملائكة لسليمان و استلم سليمان ما تركه آل موسى و هارون .
القمر
سلطان مبين
نزلت على موسى
حملته الملائكة لسليمان
الرحمن
رقمها (55) و هي آلاء الله و أنزلت على هود عليه السلام.
سورة الرحمن نزلت على هود وعلى صالح من بعده ..
كيف استدللنا على المخاطب ؟
إذا قرأنا سورة الأعراف ( 65 – 69 ) نجد هود يخاطب قومه عاد قائلاً:
(64) ۞ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (67)أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69)
إذا نظرنا في المصحف الشريف و بحثنا عن ( آلاء الله ) نجدها في سورة الرحمن ، يقول تعالى :(12) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)
فعندما يقول الله في الأعراف على لسان هود عليه السلام اذكروا آلاء الله أي اذكروا ما أتى في سورة الرحمن . حيث أنها هي آلاء الله
وإذا نظرنا إلى الأية (74) من سورة الأعراف نجد ما قاله صالح لقومه بعد هود :
وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74)
أي أن صالح يذكر قومه بما جاء في سورة الرحمن عن آلاء الله .
سورة الرحمن إعلان عام عن جمال صنع الله وإبداع خلقه وتدبيره تعالى للوجود وإشهاد الإنس والجن عقب كل نعمة من نعم الله .
في هذه السورة هناك مشهد يوم القيامة وعذاب المجرمين وثواب الذين اتقوا وفي الختام قال تعالى: (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)
الرحمن
هي آلاء الله
نزلت على هود
ثم على صالح من بعده
تم الإستدلال عليها من سورة الأعراف
الواقعة
رقمها (56) وهي تذكرة و حق اليقين و نزلت على إبراهيم عليه السلام.
الواقعة هي تذكرة بدليل (73) الواقعة قال تعالى:
(72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ (73)
و هي حق اليقين بدليل (95) الواقعة
(94) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95)
تبين لنا سابقا ً أن سورة الحجر أنزلت على إبراهيم و نجد في الحجر:
(98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)
أي أن الواقعة نزلت على إبراهيم لأن الواقعة هي حق اليقين و إبراهيم أتاه الله اليقين.
الواقعة
تذكرة
حق اليقين
نزلت على إبراهيم
الحديد
رقمها (57) و هي الإنجيل و نزل على المسيح عليه السلام.
سورة الحديد هي الإنجيل الذي أنزل على السيد المسيح وهنالك دليلين من المصحف على ذلك:
الدليل الأول:
سورة الفتح (29) تعطينا الأوصاف التي تساعدنا للتعرف على الإنجيل فنقرأ :
ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)
و اذا بحثنا في المصحف نجد هذا المثل في سورة الحديد قال تعالى:
(19) اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20)
إذا سورة الحديد هي الإنجيل.
الدليل الثاني سورة التوبة قال تعالى:
(110) ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)
هذا الكلام موجود بالتوبة و التي هي التورىة كما مر معنا عند الحديث عن سورة التوبة و كذلك موجود في سورة الحديد الذي هو الإنجيل.
ففي سوره الحديد نجد قال تعالى:
(9) وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)
كذلك نجد الحث على القتال في القرءان الذي هو سورة النمل.
الحديد و هي الإنجيل و أوحيت للمسيح عليه السلام
الحشر
رقمها (59) و هي مثل الذين خلوا من قبلكم و أنزلت على أيوب عليه السلام
الحشر هي مثل الذين خلوا من قبلكم بدليل النور :
(33) وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (34) ۞
كلمة أنزلنا أتت في صيغة الماضي أي أن الله أنزل هذا المثل من قبل وإذا بحثنا في المصحف أين يوجد مثل الذين من قبلكم نجدها في سورة الحشر قال تعالى:(14) كَمَثَلِ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ۖ ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15)
أي أن سورة الحشر هي مثل الذين خلوا من قبلكم
و الحشر هي قرءان أيضاً بدليل الحشر قال تعالى:
(20) لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)
سورة الحشر أنزلت على أيوب عليه السلام بدليل ص:
وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43)
قلنا بأن سورة الحشر هي مثل الذين خلوا من قبل و أيوب و أهله هم الذين أتوا و مثلهم معهم .
و لقد مر في الحديث عن ءايت مبينت أنها سورة النور و كذلك موعظة المتقين التي هي سورة آل عمران و التي هي رضوان الله و
الحشر
مثل الذين من قبلكم
القرءان.
الجمعة
رقمها (62) و هي فضل و نزلت على محمد ﷺ
سورة الجمعة هي فضل بدليل الجمعة:
(3) ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)
أي أن سورة الجمعة هي فضل من الله يؤتيه من يشاء من عباده.
إن سورة الجمعة نزلت على محمد بدليل الجمعة :
(1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2)
ان المصحف يستخدم مفهوم أمي للدلالة على الذين لايعلمون ما هو الكتاب وليس للدلالة على الذين لايقرأون أو يكتبون ومحمد وأتباعه سموا أميين لأنهم لايعلمون الكتاب إن بعث محمد هو استجابة لدعاء إبراهيم إذ قال :
(128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)
إن دعاء إبراهيم لقوم محمد هو أن يبعث الله فيهم رسولاً ينقلهم من مرحلة الأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلى مرحلة تلاوة الكتاب و معرفته و اتباع ما جاء فيه و نرى أيضا أنه أعطي للذين ءامنوا أيضا كما مر معنا من قبل .
في سورة الجمعة أشار الله إلى الأميين وأشار الى فئة أخرى وهي الفئة التي حملت التوراة و لم يحملوها و شبههم بالحمار الذي يحمل أسفاراً على ظهره فلا يستفيد منها .
إن الأمي الذي لا يعلم الكتاب و الذي حمل التوراة و لم يحملها هما الفئتان اللتان وصفتهما سورة الجمعة .
الجمعة
فضل
نزل على النبي الأمي و قومه الذين لا يعلمون الكتاب.
الطلاق
رقمها (65) وهي ذكر لأولي الألباب و هي أمر الله و نزلت على موسى و هارون عليهما السلام.
سورة الطلاق هي ذكر لأولي الألبب بدليل (10) سوره الطلاق:
ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10)
أعطيت لموسى وهارون بدليل سوره الأنبياء:
(47) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ (48)
مر معنا سابقاً أن الفرقان هو سورة الفرقان و ضياء هو سورة القصص و الآن نحن بصدد ذكراً للمتقين و هي سورة الطلاق.
إذاً سورة الطلاق أنزلت لأولي الألباب و هي ذكر لهم بدليل الطلاق الايه (10).
و هي أمر الله بدليل الطلاق:
(4) ذَٰلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5)
السورة توضح إشكالية الطلاق وحقوق المطلقة وواجباتها ثم يأتي التهديد العنيف من الله: (7) وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا (8)
الطلاق
ذكر لأولي الألباب
أمر الله
آيات مبينات ليخرج الذين آمنوا من الظلمات الى النور
أعطيت لموسى و هارون.
ن و القلم
رقمها (68) و ذكر للعالمين و نعمة من نعم الله.
القلم هي ذكر للعالمين بدليل القلم:
(51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (52)
هي من نعم الله التي قال عنها في سوره النحل: (17) وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (18)
من سورة القلم وحتى نهاية المصحف هناك 47 سورة وهذا ما يسمى بالرقيم (ولقد شرحنا ذلك عندما تحدثنا عن سورة الكهف) وفي المنتصف تقع سورة الشمس التي هي دليل وعدد السور التي على يمينها هي 23 وعدد السور التي على يسارها هي 23
ذكر صاحب الحوت في سورة القلم (يونس عليه السلام )
القلم
ذكر للعالمين
نعمة من نعم الله
ذكر فيها النبي يونس
من سورة القلم وحتى نهاية المصحف هو الرقيم.
الحاقة
رقمها (69) و تذكرة للمتقين و حق اليقين و نزلت على إبراهيم عليه السلام و جاء فيها فعل الأمر فسبح بإسم ربك العظيم ، و لهذا نسبح في الصلوة و نقول سبحان ربي العظيم.
هي تذكرة للمتقين بدليل الحاقة:
(47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (48)
هي حق اليقين بدليل الحاقة :
(50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51)
هي تنزيل من رب العالمين بدليل الحاقة :
(42) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (43)
نزلت على إبراهيم بدليل الحجر :
(98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)
هنا الله يأمر إبراهيم بعبادته حتى يأتيه سورة الحاقة التي هي حق اليقين .
موضوع سورة الحاقة :
السورة فيها خبر تكذيب ثمود وعاد بالقارعة ومصيرهم فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً . فيها أيضاً أن فرعون ومن قبله والمؤتفكات جاؤوا بالخاطئة فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية وأنه لما طغى الماء حملوهم في الجارية لتكون تذكرة . سورة الواقعة تعطينا أوصاف يوم الحساب إذا نفخ في الصور نفخة واحدة .
الحاقة
تذكرة للمتقين
حق اليقين
تنزيل من رب العالمين
نزلت على ابراهيم
الجن
رقمها (72)
سورة الجن تدور حول عودة المسيح للأرض بدليل الجن :
(18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)
ونحن نعلم أن عبد الله هو المسيح عليه السلام بدليل مريم :
(29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)
السورة تتكلم عن سماع الجن للهدى وأنهم آمنوا لما سمعوه وتتكلم السورة عن رسالات الله وأن الله أحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عدداً
و أن من يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذاباً صعداً
وأن الجن قالوا بأنهم قد سمعوا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد وبأنهم آمنوا به .
الجن
تدور حول عودة المسيح
سماع الجن للهدى والإيمان به
المزمل
رقمها (73) و هي تذكرة و المخاطب هو محمد ﷺ
سورة المزمل هي تذكرة بدليل المزمل قال تعالى:
(18) إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ
المخاطب في سورة المزمل هو محمد ﷺ بدليل المزمل (15) :
(14) إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15)
قلنا سابقاً عند شرح سورة الأحزاب ( 45 ) أن الرسول الشاهد هو النبي محمد ﷺ لكونه شاهداً و مبشراً و نذيراً و داعياً إلى الله بإذنه و سراجاً منيراً .
المزمل هي تذكرة و نزلت على محمد.
المدثر
رقمها (74) و هي تذكرة و ذكرى للبشر و هي إحدى الكبر و نذير للبشر
سورة المدثر هي ذكرى للبشر ونذير للبشر وهي تذكرة المخاطب هو محمد ﷺ .
هي ذكرى للبشر بدليل المدثر قال تعالى: ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ (31)
وهي نذير للبشر بدليل المدثر:
(35) نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ (36)
ثم يؤكد ثانية بأنها تذكرة بدليل المدثر: (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54)
و في الأية: (34) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35)
هذه السورة تؤكد أنه ل :
1 – يستيقن الذين أوتوا الكتاب .
2 – يزداد الذين آمنوا إيماناً .
3 – لا يرتاب الذين أوتوا الكتاب و المؤمنين .
4 – الله يضل من يشاء .
الله يهدي من يشاء .
ثم يؤكد و يقول: (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)
ما هي التسعة عشر ؟
نذهب لسورة الأنعام ( 83 – 90 ) فنجد أنه يعدد ثمانية عشر رسولاً و نبياً ثم يضيف الأخير إليهم بقوله بهداهم اقتده فيكون العدد تسعة عشر نبياً و هم:
إبراهيم
إسحق
يعقوب
نوح
داوود
سليمان
أيوب
يوسف
موسى
هارون
زكريا
يحيى
عيسى
إلياس
إسماعيل
اليسع
يونس
لوط
المخاطب محمد خاتم النبيين: (89) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ (90)
و بذلك يكون العدد تسعة عشر عليهم جميعاً أفضل السلام و التكريم .
المدثر هي ذكرى للبشر و نذير للبشر و هي إحدى الكبر
و تذكرة و المخاطب محمد ﷺ
البروج
رقمها (85) و هي قرءان مجيد في لوح محفوظ و نزلت على شعيب عليه السلام.
سورة البروج هي قرءان مجيد في لوح محفوظ بدليل الأية:
(20) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22)
على من نزلت سورة البروج ؟
لو نظرنا إلى عبارة (( و هو الغفور الودود )) البروج اية (14) لوجدنا أنها العبارة الوحيدة التي تصف المولى سبحانه بالودود و الرسول الوحيد الذي يصف المولى بذات الصفة (( إن ربي رحيم ودود )) هو شعيب عليه السلام مما يدل على أن سورة البروج التي هي قرءان مجيد نزلت على شعيب انظر لقول شعيب عليه السلام في سورة هود الأية قال تعالى: (89) وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)
لو نظرنا إلى الأية (7-8) من سورة البروج :
(8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)
و قارننا ذلك بما جاء في سورة الأعراف عن شعيب عليه السلام ايه:
۞ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88) حتى آخر الآيات لعلمنا أن المخاطب هو شعيب عليه السلام و علمنا ما كانوا يفعلون بهم و أن سبب ايذاءهم و طردهم من بيوتهم أنهم ءامنوا بالله وحده .
و لقد مر معنا سابقاً أن سورة ق و سورة البروج ( القرءان المجيد ) كلاهما أوحيت لشعيب عليه السلام.
البروج
قرءان مجيد في لوح محفوظ
نزلت على شعيب
القدر
رقمها (97) قال تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)
الضمير في أنزلناه يعود على سورة الدخان قال تعالى: حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (7)
حم هو سورة الدخان
الكتاب المبين هو سورة الشعراء و هي تسع ءايات + سورة القصص التي هي الكتاب المبين كذلك هي ضياء
حم و الكتاب المبين
سورة الدخان + سورة الشعراء و القصص
في هذه الليلة تنزل الملائكة والروح بإذن من الله سلام هي حتى مطلع الفجر . ليلة هذا الحدث العظيم في دلالته وآثاره ليلة خير من ألف شهر ليلة نزول الروح والملائكة بإذن من الله . ليلة نزول حم و الكتاب المبين ليلة إفاضة هذه الرحمة على الوجود و بعدها يقول تعالى و ما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ؟.
البينه
رقمها (98) هذه السورة تبين بشكل أكيد أن المصحف الشريف ليس كتاباً واحداً و إنما هو مجموعة من الكتب ميزتها أنها تبين بعضها بعضاً , فالله قيوم و كتبه قيمة كما تبين معنا من خلال ما مر معنا أن لكل كتاب زمن و أمة و رسول .
تقرر السورة أن الذين كفروا و المشركين منفصلين و منفكين لا محالة و أن كلاهما لهما المصير الذي يوعدون و أن للمتقين ما يوعدون.
تبين سورة البينة أن الدين في أصله واحد وقواعده واضحة بسيطة لا تدعوا للتفرق و الاختلاف في ذاتها و طبيعتها البسيطة اليسيرة حقيقة ناصعة أكيدة قال تعالى: (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)
تؤكد سورة البينة أن الذين كفروا هم شر البرية و أن الذين آمنوا هم خير البرية و ينتهي الخطاب بأن من يخشى ربه تنهاه نفسه عن كل انحراف لأنه يعلم أنه ملاق ربه عارياً وحيداً يحمل معه أعماله فلينظر العبد الى أعماله قبل يوم الحساب .
فالله سبحانه يريد
أن لا يشرك به شيئاً
و أن يتراحم المؤمنون فيحبوا بعضهم بعضاً
فدم الإنسان و ماله و عرضه حرام على الإنسان
و أن لا يتفرقوا بأحزاب متناحرة
و أن يقفوا صفاً واحداً وراء إمام واحد
و أن يغيروا ما بأنفسهم ليغير الله ما بهم
و أن يصدعوا بما أمروا و يتخلوا عن أهلهم و أقاربهم الذين يعملون عند طواغيت الأرض
و أن يطيعوا الله حيث يقول :
اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت
و اذكروا حيث قال
لقد كان لكم إبراهيم قدوة حسنة.
الكافرون
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
في هذه السورة سنركز على عدة أمور :
الأمر الأول كلمة قل الواردة في السورة :
قل فعل أمر للمفرد المذكر و لقد جاءت بهذه الصيغة 332 مرة في 57 سورة و الرقم 57 هو نصف سور المصحف الشريف أي أن نصف السور فيها كلمة قل و النصف الثاني لا يوجد فيه كلمة قل .
لقد جاءت كلمة الأمر قل بأربعة صيغ هي :
قل , قولي , قولا , قولوا .
الأمر الثاني هو كلمة الكفر أو الكافرون:
إن كلمة كفر تعني غطى و ستر و الكفر بمعناه الصريح هو أن لا تحكم بما أنزل الله بدليل المائدة:
ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)
الكافر هو الظالم بدليل البقرة:
ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)
الكافر هو الذي يقاتل في سبيل الطاغوت بدليل النساء (76) :
ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)
الكافر هو الذي يتبع الباطل بدليل محمد (3) :
(2) ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ ۚ
الكافر هو الذي يجادل بالباطل ليدحض به الحق و يتخذ آيات الله هزواً بدليل الكهف:
ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا (56)
الكافر هو الذي يسوي بين من خلق وبين لم يخلق شيئا ً بدليل الأنعام :
ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)
الكافر هو المعرض عما جاءه من إنذار بدليل الأحقاف (3) :
ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ (3)
الكافر هو من يؤزه الشيطان أزاً بدليل مريم :
(82) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83)
الكافر هو الذي يريد أن يفرق بين الله و رسله بدليل النساء :
(149) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (151)
الكافرون هم بعضهم أولياء بعض بدليل الأنفال:
(72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)
الأمر الثالث هو العبادة :
إن العبادة تحتاج إلى عابد و معبود و إذا اختلف المعبود اختلف الدين ثم يأتي معه تغير العابد إلى ظالم أو كافر أو فاسق أو مشرك .
العابد أمام طريقين فإما :
الإستجابة للحقيقة .
أو تغطية الحقيقة
كذلك إذا استجاب تدرج في سلم آخر
أسلم ءامن اتقى
نلاحظ في هذه السورة الجزم والتوكيد والتكرار وقطع الطريق على المساومة والجدل بقليل أو كثير وبكل أساليب النفي والجزم والتوكيد إذ تقول السورة بأن عبادتي غير عبادتكم ومعبودي غير معبودكم و أنا مختلف عنكم و دينكم غير ديني .
إذاً العبادة كما ترسمها سورة الكافرون هي استجابة العابد للمعبود بإفعل و لا تفعل مما يؤدي إلى ضلال طرف و اهتداء طرف آخر هذا هو مفترق الطريق الذي لا معبر و لا جسر و لا طريق بينهما فالأول هنا و الآخر هناك .
الأمر الرابع هو الدين :
تقرر هذه المفاصلة أن هذا الدين يختلف عن ذلك و يقرر أن هذا الدين يتلقى المؤمن فيه عن الله وحده دون شريك ( قل يأيها الكافرون ) نداء عابر للزمان و المكان و هي مفاصلة توضح جميع معالم الإختلاف الجوهري نتيجة تعطي استحالة اللقاء على شئ فالمعبود و العابد و طريقة العبادة مختلفة إذاً الدين مختلف بالكلية سواء في جوهر الإعتقاد و أصل التصور أو حقيقة المنهاج . إن الله وحده هو الذي يحدد الجهة التي يتلقى منها الفرد العقيدة و الشرع و الحكم و الآداب و الأخلاق و المعاني و التصورات عن كل شئ .
فالله هو الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى .
و الله الذي هدانا إلى أنه أحد فرد صمد رحمن رحيم حكيم عزيز عليم , و هو الذي علمنا أن نسبح بحمده و نستغفره إنه كان تواباً رحيماً و لم نتعلم هذه المفردات من القواميس و المعاجم .